سطات – تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم سطات أهمية قصوى لتعزيز وتعميم خدمات النقل المدرسي، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمحاربة ظاهرة الهدر المدرسي وتعزيز التحصيل الدراسي.
وهكذا، جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة (2019-2023)، عبر برنامجها الرابع، الخاص بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، دعم وتعزيز خدمات النقل المدرسي، من أولوياتها الرئيسية، بهدف تقريب وتجويد خدمات المنظومة التعليمية، لاسيما لفائدة التلاميذ بالوسط القروي.
وتولي اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بسطات عناية خاصة للنقل المدرسي، باعتباره يساهم بشكل كبير في مكافحة الهدر المدرسي، وتسهيل ولوج التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية، وتيسير تنقلاتهم وتحسين ظروف تمدرسهم، إلى جانب تشجيع تمدرس الفتيات في الوسط القروي، لاسيما وأنه يساهم في خفض النفقات التي تضطر الأسر إلى تحملها لتمكين أبنائها من مواصلة دراستهم في ظروف جيدة.
وفي هذا السياق، أكدت إيمان بصري إطار مكلف بمحور النقل المدرسي بقسم العمل الاجتماعي بإقليم سطات، على هامش زيارة ميدانية للثانوية الإعدادية التابعة للنفوذ الترابي للجماعة القروية أولاد الصغير ، أنه من أصل حوالي 300 حافلة للنقل المدرسي بالإقليم، تم اقتناء 227 حافلة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأشارت إلى أنه يستفيد من خدمات هذه الحافلات أزيد من 11 ألف و500 تلميذا وتلميذة ينحدرون أساسا من دواوير الإقليم الذي يغلب على جماعاته الطابع القروي.
ولتعزيز أسطول النقل المدرسي، تضيف السيدة بصري، تمت برمجة 14 حافلة إضافية خلال السنة الجارية لفائدة الجماعات القروية التي تشكو الخصاص في هذا المجال.
وفي تصريح مماثل، أكد بندرب شعيب رئيس جمعية آباء وأولياء تلامذة الثانوية الإعدادية أولاد الصغير المكلفة بتسيير النقل المدرسي التابع لهذه المؤسسة التعليمية، على الأهمية القصوى التي تكتسيها حافلات النقل المدرسي في محاربة الهدر المدرسي من خلال مساهمتها في عودة العديد من المنقطعين عن الدارسة.
ونوه بالمساهمة الفعالة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أمدت الجمعية بعدد من حافلات النقل المدرسي، مشيرا إلى أن أسطول الحافلات المدرسية انتقل من أربع وحدات في موسم 2018-2019 إلى ما مجموعه ثماني حافلات خلال الموسم الدراسي الحالي وذلك بمساهمة مختلف الشركاء.
وتابع أنه خلال الموسم الدراسي الجاري (2024-2025) ارتفع عدد المستفيدين إلى حوالي 600 تلميذا وتلميذة، ينحدرون من 46 دوارا بجماعة أولاد الصغير القروية، مقابل 150 مستفيد ومستفيدة في الفترة السابقة.
وبالنظر إلى الطلبات المتزايدة على هذه الخدمة، دعا رئيس الجمعية إلى تضافر جهود كافة الأطراف المعنية من أجل اقتناء المزيد من الحافلات للحفاظ على هذا الوضع المريح حيث تمت حتى اليوم محاربة ظاهرة الهدر المدرسي بنسبة 100 بالمئة، كما ساهم هذا الإجراء في الرفع من نسبة الحضور بشكل مكثف ومن جودة التعليم .
يذكر أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جعلت من النهوض بالتعليم الأولي محورا أساسيا في مرحلتها الثالثة، مع التركيز بشكل خاص على العالم القروي، وذلك إدراكا منها لأهميته في تنمية شخصية الطفل، نظرا لتأثيره على تعزيز القدرات المعرفية والاجتماعية والعاطفية، فضلا عن دوره في دعم المسار الدراسي للطفل من التعليم الابتدائي إلى التعليم العالي.
وبهذا المعنى، تكون المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ماضية في تحقيق أهدافها المنشودة، في ما يتعلق بتعزيز التمدرس ومكافحة الهدر المدرسي، سيما في العالم القروي، بما يساهم في تحفيز التلاميذ على الالتزام بواجباتهم الدراسية وتحقيق نتائج أفضل والتطلع إلى مستقبل مشرق.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع