الرباط – يشكل اليوم العالمي للمرأة القروية، الذي يخلد يوم 15 أكتوبر من كل عام، مناسبة لتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تضطلع به هذه الفئة الاجتماعية في تعزيز التنمية الفلاحية والقروية.
كما يعد الاحتفاء بهذا اليوم العالمي فرصة للتذكير بالأهمية الحيوية للمرأة القروية في النظم الغذائية، لا سيما في البلدان النامية، والتأكيد على ضرورة دعمها، لا سيما في مواجهة تداعيات الأزمات المتتالية، بما في ذلك جائحة كوفيد-19 والتضخم وتغير المناخ.
وتمثل النساء القرويات نسبة مهمة في القوى العاملة الفلاحية في جميع أنحاء العالم. وبالتالي فإن تمكينهن ضروري ليس فقط لرفاهية الأفراد والأسر والمجتمعات القروية، بل أيضا للإنتاجية الاقتصادية بشكل عام. ووفقا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تشكل النساء القرويات، اللاتي تعتمد غالبيتهن على الموارد الطبيعية والزراعة لكسب عيشهن، أكثر من ربع إجمالي سكان العالم. وفي البلدان النامية، يمثلن حوالي 43 في المائة من القوى العاملة الزراعية، ويقمن بإنتاج وتحويل وتجهيز معظم الأغذية المتاحة، مما يضمن الأمن الغذائي.
وبالنظر إلى أن 76 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع يعيشون في المناطق القروية، فإن دعم المرأة القروية للولوج إلى الموارد الزراعية الإنتاجية أمر ضروري ليس فقط لتمكين هؤلاء النساء، ولكن أيضا للمساهمة في الحد من الجوع والفقر في العالم.
ومع ذلك، فإنهن يواجهن العديد من التحديات، بما في ذلك محدودية فرص الولوج إلى القروض والرعاية الصحية والتعليم، والتي تفاقمت بسبب الأزمات الاقتصادية والغذائية العالمية وتغير المناخ. ومن هذا المنطلق، تدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة ريادة ومشاركة المرأة القروية في وضع القوانين والاستراتيجيات والسياسات والبرامج المتعلقة بجميع القضايا التي تؤثر على وجودها، بما في ذلك تحسين الأمن الغذائي والتغذية وسبل العيش في الوسط القروي.
وفي المغرب، تحظى مساهمة المرأة القروية في مشاريع التنمية في الوسط القروي بأهمية كبيرة وتظل في صلب السياسات العامة الرامية إلى النهوض بالمناطق القروية. ومن ثم، فقد ب ذلت جهود كبيرة ومتواصلة لتعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة في المناطق القروية، من خلال آليات من شأنها تحفيز روح الاستثمار لدى النساء وتشجيعهن على تنظيم أنفسهن مهنيا في إطار التعاونيات.
وينطبق الشيء نفسه على دعم الاقتصاد الاجتماعي المهيكل، ولا سيما الجمعيات والتعاونيات التي تعمل على خلق أنشطة مدرة للدخل لفائدة المرأة القروية وبالتالي مكافحة الفقر.
وفي عام 2007، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 أكتوبر يوما عالميا للمرأة القروية لتعزيز والاعتراف بعمل هؤلاء النساء ودورهن الرائد في النهوض بالتنمية الفلاحية والقروية.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع