مراكش – نظم اليوم الثلاثاء بمراكش، لقاء احتفالي بمناسبة تخليد الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء المظفرة، تحت شعار “ملاحم وانتصارات متجددة وتعبئة موصولة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لإنجاح مسيرات التنمية والبناء في الأقاليم الجنوبية”.
وشكل اللقاء الذي نظمته النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مراكش آسفي، مناسبة لاستحضار المعاني والدلالات الرمزية لهذا الحدث التاريخي البارز، والتعريف به لدى الأجيال الصاعدة من أجل الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وخلق جسور التواصل بين الأجيال الجديدة، وهذه الملحمة الوطنية التي خلدت المغرب في مصاف الأمم الحريصة على السلم والأمن عبر العالم.
وأبرز المتدخلون خلال هذا اللقاء، أن هذه الذكرى تعد محطة لاستحضار الأمجاد واستنهاض الهمم، من أجل إعلاء صروح المغرب الحديث، فضلا عن كونها تعتبر حدثا عظيما ونوعيا جسد أروع صور التلاحم بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي، من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة.
وسجلوا في هذا السياق، أن المسيرة الخضراء هي خيار سلمي وحضاري استثنائي اعتمدته ونهجته المملكة، في استرجاع حقها المشروع في سيادتها على أقاليمها الصحراوية، مذكرين بأن هذا الحدث الوطني شكل محطة بارزة وهامة في تاريخ المغرب الحديث، بالنظر إلى حسن تدبيره والإقبال الكبير للمواطنين على المشاركة فيه.
كما أكد المتدخلون على أهمية تعليم الأجيال الصاعدة روح الوطنية الصادقة وحب وطنهم الذي يعيش نهضة كاملة عمت أيضا كل الأقاليم الجنوبية، بفضل التنمية التي تشهدها في شتى المجالات على غرار باقي جهات المملكة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز لحسن بنيحيا، النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة مراكش آسفي، أن الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء هذه السنة، يأتي في سياق حافل بالتحولات النوعية، فيما يتعلق بتوالي الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على صحرائه.
وأضاف أن “هذه التحولات ساهمت في تعزيز نجاح الدبلوماسية الوطنية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأيضا تعزيز الوجود الدبلوماسي الأجنبي في الأقاليم الجنوبية، من خلال التمثيليات القنصلية”.
وأبرز في هذا الصدد، حرص المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، على إيصال كل هذه التحولات للناشئة من خلال مثل هذه اللقاءات، حتى تتمكن من متابعة كل ما يجري من أحداث تهم قضية الوحدة الترابية للمملكة.
من جهة أخرى، نوه السيد بنيحيا، بنهج الالتقائية والتعاون والشراكة بين مختلف القطاعات، للتعريف بالذاكرة الوطنية التاريخية، وإبراز هذه الملاحم البطولية للشعب المغربي “التي نسعى جميعا من خلالها ربط الماضي بالحاضر، وخلق تواصل بين الأجيال الصاعدة والقيم الوطنية، فضلا عن تجديد المواقف الوطنية الثابتة لجميع مكونات الشعب المغربي”.
وتخلل هذا اللقاء الاحتفالي، الذي عرف مشاركة قطاعات حكومية وفعاليات المجتمع المدني، عرض شريط وثائقي حول المسيرة الخضراء المظفرة، ولقاء مفتوح مع مقاومين، إلى جانب متطوعين شاركوا في هذا الحدث الوطني، وذلك بهدف إغناء النقاش مع الشباب والناشئة، حول الملاحم البطولية للعرش والشعب في سبيل صيانة وحدة المملكة، وسيادتها على أقاليمها الصحراوية المسترجعة.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع