عصام آبا الحسان
الرباط – في غمرة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية المزامن ل 18 دجنبر من كل سنة، نظم كل من الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية ومؤسسة إتقان للدراسات والأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية والدراسة بالخارج وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها و مركز IES ABROAD ، RABAT ندوة علمية في موضوع : الذكاء الاصطناعي و تعليم اللغة العربية استراتيجيات و تجارب، و هو الموضوع الذي يستمد أولويته من ولوج اللغة العربية لعالم الذكاء الاصطناعي الذي يتميز بالتنوع والإبداع، ويزخر بالتطبيقات التي تبيّن الصلات الوثيقة بين لغة الضاد وهذه التكنولوجيا التحويلية التي أصبحت تشكل عوالمنا بتحدياتها المختلفة و بما تتيحه من فرص للتجديد والتطوير .
الندوة التي احتضنها المعهد العلمي بجامعة محمد الخامس بالرباط يوم الجمعة 13 دجنبر 2024 سيرت أشغالها الدكتورة فاطمة حسيني التي بسطت أرضية الندوة و سياقها، مجلية تقاطعات الذكاء الاصطناعي و مجال تعليم اللغة العربية، ثم فاسحة المجال للكلمات الافتتاحية للجنة المنظمة، و في مقدمتها كلمة السيدة يامنة القيراط مديرة مؤسسة إتقان للدراسات والأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية والدراسة بالخارج وتعليم اللغة العربية للناطقين، و السيد فؤاد أبو علي رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية والسيد مدير مركز IES A ABROAD RABAT . أجمعت كلمات اللجنة المنظمة على أهمية الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية و ضرورة الاستفادة من التجارب المندرجة في هذا الإطار، انسجاما مع الشعار الذي اختارته اليونسكو لتخليد اليوم العالمي للغة العربية بباريس هذه السنة : “اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي”.
أما الجلسة العلمية فقد اسْتُهِلَّتْ بمداخلة الدكتور عبد الله يوسفي عن فريق المعالجة الآلية للغة العربية بمختبر الاتصالات و الأنظمة المندمجة (ENSIAS_RABAT)، قدم فيها نبذة تاريخية عن ظهور و تطور مفهوم الذكاء الاصطناعي مبرزا جدوى المعالجة الآلية للغة العربية و بعض استراتيجياتها كتضمين الكلمات WORD EMBEDDINGو النماذج اللغوية الكبيرة LARGE LANGUAGE MODELمنتهيا إلى فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية كالتعلم الذاتي و التفاعلي و المستمر.
المداخلة العلمية الثانية وقعها الدكتور إدريس النملي من فريق البحث “العلم” بالمدرسة المحمدية للمهندسين مفتتحا إياها بتعريف الذكاء الاصطناعي و مجالاته، و مبرزا بعض أسباب انتشار برامج الدردشة و عثراتها، مع تسليطه الضوء على بعض التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصر الرقمنة من خلال اقتراح منصة مربع كإسهام في مجال رقمنة المعرفة اللغوية العربية من خلال جمع و تنظيم و تدقيق كم هائل من البيانات الصرفية.
اهتمت المداخلة الختامية للدكتور مصطفى جغبوب من جامعة السلطان سليمان ببني ملال ببعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي المرتبطة بتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، المتدخل استعرض أدوات اشتغال هذه التطبيقات و كيفيات إدارتها و بعض مظاهر القصور التي تعتريها.
هذا وقد خلفت الأوراق العلمية للسادة المتدخلين تفاعلا و نقاشا غنيين أثراهما الحضور بمشاركته الفعالة ، مع توجيه الثناء و التقدير للجهات المنظمة على حسن تدبيرها للندوة و جميل اختيارها للمداخلات العلمية المقررة و كذا طبيعة الموضوع الذي يفرض جدته و راهنيته مما يحتم على كافة المشتغلين بلغة الضاد الإلمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي و تجريبه من أجل تعزيز جاذبية اللغة العربية و تيسير تعليمها .
مملكتنا.م.ش.س