عز الدين إزيان
مراكش – بينما تشهد الطريق الرابطة بين مراكش وأمزميز طفرة استثمارية غير مسبوقة، تتمثل في إنشاء فنادق وإقامات سياحية مصنفة، وجامعات دولية، يطغى على المشهد تناقض صارخ يثير استياء المستثمرين والفاعلين البيئيين والسكان المحليين: تراكم الأزبال على جنبات الطريق، وحرقها بشكل يومي، في ممارسات تتنافى مع معايير التنمية المستدامة وتشوه صورة المنطقة.
المثير للجدل أن هذه النفايات لا تتراكم عشوائيا، بل يتم نقلها إلى هذه المواقع بشاحنات الجماعة، رغم وجود اتفاقية وفق ميزانية مع المطرح الكبير بمدينة مراكش، حيث يفترض أن يتم التخلص منها بشكل قانوني وآمن. وتعد جماعة تامصلوحت من بين الجهات المتورطة في هذا السلوك، ما دفع العديد من الجمعيات الحقوقية والبيئية إلى دق ناقوس الخطر، وإصدار بيانات احتجاجية تندد بهذه التصرفات، مطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري لحماية البيئة وضمان احترام القوانين المنظمة لتدبير النفايات.
وتأتي هذه الإشكالية في سياق وطني يؤكد فيه جلالة الملك محمد السادس، من خلال خطاباته السامية، على ضرورة توفير مناخ مناسب وجاذب للاستثمارات، وهو ما يتطلب التزاما صارما بمعايير النظافة وحماية البيئة، خاصة في المناطق التي تشهد مشاريع تنموية كبرى. إن استمرار هذه التجاوزات لا يهدد فقط الصحة العامة والبيئة، بل قد يؤثر سلبا على جاذبية المنطقة كوجهة سياحية واستثمارية واعدة.
ويبقى السؤال مفتوحا : هل ستتخذ الجهات المسؤولة إجراءات حاسمة لوضع حد لهذه الظاهرة، أم أن معاناة السكان واستياء المستثمرين سيظلان خارج حسابات التدبير الترابي؟ للإجابة على هذه الأسئلة ستكون لدينا مجموعة من المواد الإعلامية التي سنوضح من خلالها هذا الخلل في تدبير النفايات الذي يضر بالساكنة وبالاستثمار عموما.
مملكتنا.م.ش.س