الرباط – عقدت أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، اليوم الاثنين بالرباط، دورتها الرسمية العامة السنوية الثامنة عشرة، وذلك حول موضوع “المغرب يحتفل بمرور 100 عام على علم ميكانيك الكم”.
وتعرف هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة محاضرين من ذوي القيمة العلمية الرفيعة عالميا، منهم على وجه الخصوص سيرج هاروش، الحائز على جائزة نوبل للفيزياء سنة 2012 والأستاذ الشرفي في معهد “كوليج دو فرانس” والذي كرمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتعيينه سنة 2013 عضوا مشاركا بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم و التقنيات، بالإضافة إلى البروفسور ألان أسبي، الحائز على جائزة نوبل للفيزياء سنة 2022، والذي يشتغل كأستاذ في مدرسة بوليتكنيك بباريس والمدرسة العليا للأساتذة (ُEcole Normale Supérieur-Rue d’Ulm)، فضلا عن الأستاذ جون داليبار، عالم فيزيائي وأستاذ بمعهد “كوليج دو فرانس”.
وبالإضافة إلى الأعضاء المقيمين وكذلك الأعضاء المشاركين بالأكاديمية، شارك في هذه المناسبة علماء وضيوف بارزون من المغرب ومن خارجه، لا سيما من فرنسا وبولندا والدنمارك والنمسا والصين وبلجيكا.
وشكلت التظاهرة التي عرفت إلقاء البروفيسور سيرج هاروش لمحاضرتها الافتتاحية حول موضوع “الليزر: مثال على الصلة الأساسية بين العلوم النظرية والعلوم التطبيقية”، مناسبة لبحث تيمات تتعلق أساسا بالتقنيات الجديدة التي تشمل الحوسبة الكمية، والمحاكاة الكمية، والاتصالات الكمية، والتشفير الكمي، والقياس الكمي، وأجهزة الاستشعار الكمية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، أن المغرب، ووعيا منه بأهمية البحوث الأساسية والتطبيقية والابتكار ونقل التكنولوجيا، قد أطلق عددا من المبادرات لتشجيع هذا القطاع.
وأشاد في هذا السياق بالمكانة التي تحتلها أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات كمؤسسة مرموقة لا تذخر جهدا في تعزيز الثقافة العلمية في المغرب وتقوية الروابط بين الأوساط العلمية الوطنية والدولية، مبرزا دور الأكاديمية في تشجيع وتمويل البحوث الأساسية في المغرب من خلال العديد من المشاريع.
من جهته، أشار أمين السر الدائم للأكاديمية، عمر الفاسي الفهري، إلى أن سنة 2025، التي أعلنتها اليونسكو سنة دولية لعلوم وتكنولوجيا الكم، تمثل فرصة لتعريف الشباب والجمهور بأسس العلوم الكمية وتطبيقاتها التكنولوجية.
وأكد في تصريح صحفي أن علوم وتكنولوجيا الكم أدت إلى تطورات علمية وتكنولوجية هامة، وأصبحت ضرورية في العديد من جوانب الحياة اليومية.
بدوره، تطرق البروفيسور هاروش إلى أهمية فيزياء الكم في عالم اليوم، مشيرا إلى أنه في بلد مثل المغرب، “الذي يتميز بديناميته اللافتة على جميع المستويات، فإن تكوين الشباب في العلوم الكمية يعد ضرورة أساسية على المستويين النظري والتطبيقي”.
وأضاف أن التحديات الراهنة تحتم تعزيز التعاون بين فرنسا والمغرب، وكذا بين المملكة وأوروبا، من أجل كسب الرهانات المشتركة.
وبهذه المناسبة، جدد أعضاء الأكاديمية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقديرهم وعرفانهم وامتنانهم وولاءهم لعنايته السامية وتشجيعاته الكريمة التي يحيط بها المجتمع العلمي الوطني بأسره.
وجرت هذه الدورة بحضور، على الخصوص، كل من المندوب السامي للتخطيط، شكيب بنموسى، ووزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري.
وبالإضافة إلى العروض والنقاشات، تم عرض ومناقشة تقرير نشاط الأكاديمية لسنة 2024، واعتماد برنامج عملها لسنة 2025 وتجديد هيئاتها المنتخبة.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع