رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس جماعة تامصلوحت
السيد رئيس جماعة تامصلوحت المحترم،
تحية طيبة وبعد،
إن التنمية الترابية ليست مجرد شعار، بل هي التزام ومسؤولية تتطلب رؤية واضحة وإرادة قوية لتنزيل مشاريع تحقق العدالة المجالية وتحسن ظروف عيش المواطنين. وقد أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في خطبه السامية، على أهمية الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة، مشددا على ضرورة تجاوز العقليات البيروقراطية التي تعرقل التنمية.
في هذا السياق، بادرنا – كمجموعة من شباب المنطقة المثقفين والمتطوعين – إلى إعداد برنامج عمل الجماعة، الذي كان من المفترض أن يكلف ميزانية تقدر بأربعة عشر مليون سنتيم، لكنه أُنجز بصفر درهم، إيمانا منا بأهمية إشراك الطاقات المحلية في بلورة رؤية تنموية حقيقية.
إلا أنه، وبعد مرور ثلاث سنوات، ظل هذا البرنامج حبيس الأدراج ولم يترجم إلى مشاريع ملموسة تخدم مصالح الساكنة، باستثناء بعض المبادرات الكبيرة التي جاءت بفضل مجهودات السيد عامل الإقليم، والسيد سمير كودار، رئيس جهة مراكش-آسفي، اللذين عملا على إنصاف المنطقة في إطار العدالة المجالية.
لكن من المؤسف أن الجماعة لم تواكب هذه الجهود، بل ظلت تروج لإنجازات ليست من صلب مبادراتها، وإنما هي مشاريع منقولة من الدولة في إطار برامج وطنية. وفي المقابل، بقيت المشاكل الجوهرية التي تعاني منها ساكنة تامصلوحت دون حلول حقيقية، حيث لا تزال العديد من الدواوير تفتقر إلى الخدمات الأساسية، وعلى رأسها شبكات الصرف الصحي. فالتنمية ليست مجرد تبليط بعض الشوارع، بل هي توفير مقومات العيش الكريم للمواطنين عبر مشاريع بنيوية مستدامة.
وإلى جانب ذلك، نلاحظ استمرار ممارسات تتنافى مع مبادئ الحكامة الجيدة، حيث يتم التضييق على المواطنين وحرمانهم من حقوقهم الأساسية، مثل رخص البناء، وربط المنازل بالماء والكهرباء، والحصول على الترقيم الإداري، وهي حقوق يكفلها القانون ولا ينبغي أن تكون محل انتقائية أو زبونية.
إن التنمية لا يمكن أن تتحقق في ظل غياب الكفاءة وضعف الرؤية الاستراتيجية، فالأمية لا تبني مستقبلًا، والتسيير القائم على العشوائية لا ينتج سوى مزيد من التراجع. كما أن المواطنين لا يمكن أن يطمئنوا لمسؤولين متابعين في قضايا الفساد المالي وخيانة الأمانة والاغتناء غير المشروع، إذ لا يمكن لمن تلاحقه شبهات الفساد أن يكون جادًا في تحقيق التنمية أو مؤتمناً على مصالح المواطنين.
إننا نتوجه إليكم بهذه الرسالة انطلاقا من غيرتنا الصادقة على منطقتنا، ومن إيماننا بأن المسؤولية تقتضي الوفاء بالالتزامات وخدمة الصالح العام. ونأمل منكم اتخاذ تدابير عاجلة لتدارك التأخير الحاصل والعمل على تفعيل برنامج عمل الجماعة وفق مقاربة شفافة وعملية تستجيب لتطلعات ساكنة تامصلوحت، خصوصا وأن الجماعة تتوفر على طاقات وموارد بشرية مجتهدة وجادة في عملها ومن هذا المنبر نوجه الشكر لجميع الموظفين و السلطة المحلية التي تسهر على تحقيق مجهودات رغم عدم توفرها على المناخ والشروط المناسبة للعمل.
وتقبلوا، السيد الرئيس، فائق التقدير والاحترام.
