عز الدين إزيان
تمصلوحت – تعد سويقة تمصلوحت من أبرز المعالم التاريخية والدينية في منطقة تامصلوحت، حيث تحتضن ضريح مولاي عبد الله بن احساين، الذي يعد مقصدا للزوار من مختلف المناطق المغربية. وقد أسهم هذا الضريح في جعل السويقة نقطة التقاء بين التاريخ الروحي والتجاري، ما جعلها مركزاً هاما في المنطقة.
غير أن سويقة تمصلوحت، على الرغم من تاريخها العريق، أصبحت تشهد تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة. فقد أثر التهميش الذي لحق بها على الحركة التجارية التي كانت يوما ما نشطة وحيوية.
بائعو المواد الغذائية والخضروات واللحوم، الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه السويقة كمصدر رزق، يواجهون تحديات اقتصادية قاسية، مما دفع بالكثير منهم إلى إغلاق محلاتهم بسبب قلة الإقبال وتدهور الوضع التجاري.
في هذا السياق، استنكر السيد مصطفى وقار، ممثل الدائرة 5 ورئيس اللجنة الثقافية والرياضية بمجلس جماعة تمصلوحت، الواقع الذي آلت إليه السويقة، حيث عبر عن قلقه الشديد قائلا: “إن الوضع الذي آلت إليه السويقة غير مقبول تماما، فالتهميش المستمر أثر بشكل كبير على التجار وعلى حياة سكان المنطقة بشكل عام. السويقة كانت يوما ما مركزا تجاريا حيويا، ويجب العمل على إعادتها إلى سابق عهدها أو أحسن لاننا كلنا آمال في المجهودات الكبيرة التي يقوم بها السيد رشيد بن شيخي عامل إقليم الحوز والسيد القائد مشكور على تواصله المستمر معنا وتنويرنا بالمعلومات الصحيحة حتى نتمكن بدورنا مشاركتها مع المواطنين وزرع الطمأنينة في قلوبهم”.

وأكد السيد وقار على ضرورة تقديم الدعم الفوري للتجار المحليين، و”إطلاق مشاريع تساهم في تحسين الظروف التجارية والاقتصادية للسويقة خصوصا يمكن بناء قيسارية تصبح معرضا لمنتجات محلية خصوصا الصناعة التقليدية.
وفي ظل هذا التدهور، تأتي الجهود الرسمية التي تسعى إلى إعادة الحياة لهذه السويقة التاريخية. وزارة الأوقاف ووزارة الداخلية، تحت اشراف السيد عامل إقليم الحوز، شرعت في إعداد دراسات ترميمية تشمل ضريح مولاي عبد الله بن احساين والمسجد الكبير، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية للسويقة نفسها.
تهدف هذه المشاريع إلى إحياء الطابع الثقافي والتاريخي للسويقة، مع الحفاظ على الهندسة المعمارية المغربية التقليدية التي تميز المنطقة.
وتشمل هذه المبادرات أيضا تحسين الطرق وتوفير خدمات حديثة، مما سيحسن من الظروف التجارية ويعزز من حركة الزوار. من المتوقع أن تساهم هذه الترميمات في تنشيط النشاط التجاري، مما يعود بالنفع على التجار الذين يعانون من قلة الإقبال، ويمنحهم فرصة جديدة للنهوض بأعمالهم.
سويقة تمصلوحت، التي كانت تمثل وجهة حيوية ومزدهرة في الماضي، على أعتاب مرحلة جديدة من التحول والإنعاش، بفضل المشاريع الرامية إلى تجديدها. ورغم التحديات التي تواجهها، فإن الآمال تبقى معلقة على هذه المبادرات التي قد تعيد للسويقة مكانتها، وتساهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للسكان.
مملكتنا.م.ش.س