الرياضة ركيزة أساسية في السياسات العمومية المتعلقة بالتعليم والإدماج (قمة)

الجمعة 11 أبريل 2025 - 18:05

الدار البيضاء – احتضنت مدينة الدار البيضاء، مؤخرا، الدورة الثالثة من “القمة الأفريقية للتربية عن طريق الرياضة”، التي تهدف إلى جعل الرياضة ركيزة أساسية في السياسات العمومية المتعلقة بالتعليم والإدماج والتنمية البشرية.

وأبرز المنظمون، في بلاغ، أنه على مدى أربعة أيام (3 – 6 أبريل الجاري)، استضافت العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية حراكا قاريا غير مسبوق حول مبدأ بسيط وقوي “الرياضة قادرة على تغيير أفريقيا” من خلال القمة الثالثة للتربية عن طريق الرياضة في أفريقيا.

وأوضح البلاغ أن هذه القمة، التي تم تنظيمها من قبل المنظمة غير الحكومية “تيبو أفريقيا” تحت رعاية وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وبدعم من منظمة اليونسكو (UNESCO) والاتحاد الدولي للرياضة للجميع (TAFISA)، جمعت آلاف المشاركين من 30 دولة.

وشهدت هذه الدورة إطلاق ثلاث مبادرات هيكلية، بادرت بها منظمة “تيبو أفريقيا”، ويتعلق الأمر بإطلاق أول أكاديمية للقيادة النسائية في مجال الرياضة، بالشراكة مع اليونسكو، وافتتاح أول مدرسة للفرصة الثانية في العيون موجهة نحو مهن الرياضة، بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وتوقيع شراكة لمدة خمس سنوات مع مؤسسة “الجيل المبهر”، تهدف إلى تسريع نقل الخبرات والتعاون الإفريقي المشترك على نطاق واسع.

وفي هذا السياق، نقل البلاغ عن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، قوله “يجب على جميع المغاربة ممارسة الرياضة، ويجب أن نربي أطفالنا على ممارستها”، مؤكدا أنه “لا يمكننا الاستغناء عن الرياضة في المدرسة”.

وسلط الوزير الضوء في هذا الإطار على نموذج “الرياضة والدراسة” الذي يتبعه 7400 تلميذ وتلميذة، مبرزا أن “الرياضة تساعد في إبقاء الأطفال في المدرسة، والحفاظ على توازنهم العقلي والتزامهم”.

من جهته، أكد محمد أمين زرياط، الرئيس المؤسس للمنظمة غير الحكومية “تيبو أفريقيا”، أن “هذه القمة تجسد طموحا جماعيا يكمن في بناء أفريقيا لا تكون فيها الرياضة مجرد فاصلة عابرة بل محركا لتحول منهجي”، مضيفا: “نحن ننتقل إلى مستوى جديد، أكثر هيكلية، وأكثر ارتباطا بالمناطق، وأكثر شمولية”.

ومكن المحور العام الذي تصدر جدول أعمال هذا الملتقى الهام، من رسم صورة حية ومنظمة للديناميكية الأفريقية النابضة بالحياة، والتي تتخذ من الرياضة محركا أساسيا لها. وتضمن برنامج هذه القمة 12 محورا نقاشيا معمقا، تمحورت حول موضوع الرياضة باعتبارها قاسما مشتركا يوحد الجهود الهادفة إلى النهوض بالشباب.

كما تم تنظيم ورشات عمل تدريبية، بما في ذلك ورشة عمل مخصصة لتتبع وتقييم المشاريع ذات الأثر، وجلسات للتواصل، وتسجيلات لحوارات سمعية بصرية، يتم بثها على منصات شبكات التواصل الإجتماعي التابعة لمنظمة “تيبو أفريقيا”، تبادل خلالها الخبراء والباحثون وصناع القرار والفاعلون الميدانيون الأفكار والخبرات المستقاة من جميع أنحاء القارة.

من جانبه، سلط “هاكاثون التعليم من خلال الرياضة”، الضوء على إبداع الشباب المبتكرين الذين قدموا حلولا ذات تأثير قوي، بينما قدم “معرض الابتكار الاجتماعي من خلال الرياضة” منصة مفتوحة للشركات الناشئة الرياضية لعرض شغفها ومشاريعها وقناعاتها.

ومن بين أبرز فعاليات القمة، شكل افتتاح مدرسة التنمية البشرية من خلال الرياضة في مديونة، التي تدعمها “تيبو أفريقيا” بالتعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حدثا بارزا.

وتقع هذه المدرسة في منطقة هشة، وتجسد استجابة ملموسة لتطلعات الشباب، حيث تم تجهيزها ببنية تحتية متكاملة: ملاعب متعددة الرياضات، وقاعة فنون قتالية (دوجو)، وفصول دراسية، وصالة رياضية تضامنية، ومكتبة، وسكن داخلي. وستستقبل المؤسسة التي توظف حاليا 17 متعاونا، ما يصل إلى 1200 شابة وشابا. وتجسد هذه المدرسة التي تم افتتاحها بحضور عامل إقليم مديونة ووفود دولية، قدرة الرياضة على تغيير وتحويل المجالات الترابية نحو الأفضل.

كان حفل العشاء الختامي للقمة لحظة مؤثرة ومليئة بالتقدير. حيث تم تسليم ثلاث جوائز تكريمية لكل من منصف بلخياط، الوزير السابق والفاعل الرئيسي في الرياضة المغربية ورجل الأعمال المؤثر، وجيرالدين روبرت، رئيسة جمعية “يمالي”، والفنانة أم، سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وذلك لدورهم في تعزيز القضايا الاجتماعية والثقافية ذات التأثير القوي.

ومن الفعاليات البارزة الأخرى في القمة، تنظيم سباق “RUN4PEACE”، وهو سباق تضامني تم تنظيمه في 6 أبريل بمناسبة اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام. وقد جمع مئات المشاركين حول قيم التعايش والتضامن والسلام.

وخلص البلاغ إلى أن القمة لا تتوقف عند اختتامها، بل تفتح دورة جديدة. ففي الأشهر المقبلة، سترسي “اللقاءات الإقليمية للإدماج من خلال الرياضة” أسسا لترسيخ أعمق على المستوى المحلي، قبل انعقاد الدورة الرابعة للقمة المقرر عقدها من 1 إلى 4 أبريل 2027، بطموح معزز: إدراج الرياضة بشكل دائم في السياسات العامة الأفريقية كأداة للتحرر والابتكار الاجتماعي.

مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع

Loading

مقالات ذات صلة

الجمعة 23 مايو 2025 - 17:16

أكاديمية محمد السادس لكرة القدم .. من التكوين المتميز إلى التوهج في عالم الاحتراف

الخميس 22 مايو 2025 - 12:11

تسليط الضوء بسلا على الفرص الاقتصادية المتاحة من استضافة كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030

الأربعاء 21 مايو 2025 - 15:41

تنظيم الأحداث الرياضية رافعة للتنمية بإمكانيات استثمارية مهمة (السيد لقجع)

الثلاثاء 20 مايو 2025 - 11:39

النسخة الـ 5 لكأس محمد السادس الدولية للبولو .. المغرب يتغلب على المملكة المتحدة في المباراة الافتتاحية