عيد العبور (عيد الفصح) .. رمز لتحرّر اليهود وخلاصهم من القيود

السبت 12 أبريل 2025 - 21:42

إسرائيل – يحتفل اليهود بعيد العبور (عيد الفصح) بطقوس وتقاليد خاصة، إذ تعد هذه المناسبة من الأعياد الأكثر أهمية في التقويم اليهودي، حيث يحتفلون بها إحياءً لذكرى خروج اليهود من مصر.

ويمثل هذا العيد لليهود رمزا للتحرر والخلاص من القيود والعبودية. كما يجسد قيم التضامن والتراث الثقافي الذي يحتفظون به على مر السنين.

وخلال عشاء الفصح اليهودي، تجتمع العائلات اليهودية معًا لتناول وجبة طقسية تسمى “سيدر”، وهي تتألف من عناصر تقليدية، مثل الخبز غير المُخمّر (ماتزا)، والخضروات المرة، وعظم ساق الضأن المشوي، والبيض المسلوق، وغيرها من الأطعمة الرمزية التي تمثل مراحل خروج العبرانيين القدماء من مصر.

ويحمل كل عنصر من الأطعمة معنى ودلالة في قصة العبور من مصر، وهي محور الوجبة، إذ يقرأ اليهود أثناء عشاء “سيدر” قصة العبور ويتأملون في معانيها، ويرتلون التراتيل والأناشيد الدينية، مع تناول أربعة كؤوس من النبيذ أثناء سرد القصة.

كما يقدم إلى جانب طبق “سيدر” طبق يحتوي على ماء مالح، يستخدم لغمس الخضروات المُرة ضمن طقوس عشاء الفصح، إذ يرمز إلى دموع العبرانيين القدماء عندما كانوا مستعبدين، بحسب المعتقد اليهودي.

والفصح أحد أعياد اليهود والمسيحيين مع اختلاف الرمزية والدلالة والمواعيد بينهما. إذ يرمز عند اليهود لخروجهم من مصر، أما في المسيحية فيرمز لآلام السيد المسيح وما لقيه من أذى قبل أن يرفعه الله إليه.
وارتبط عيد الفصح لدى اليهود بخروجهم من مصر رفقة نبي الله موسى عليه السلام. وحمل هذا العيد اسم “بيتساح” ويعني في العبرية العبور أو الاجتياز، وهو واحد من ثلاثة أعياد يهودية وردت في التوراة.

ومدة عيد الفصح عند اليهود سبعة أيام يُمنع العمل في أولها وآخرها. ويحتل الخبز مكانة كبيرة في الطقوس الاحتفالية، لأن بني إسرائيل آثروا في رحلة خروجهم من مصر إعداد خبزهم من القمح بغير خميرة رغبة في كسب الوقت، وخوفا من أن يلحقهم جند فرعون.

ومن أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الفصح عند اليهود الامتناع عن تناول الخبز المخمّر وتعويضه بخبز غير مخمّر يسمونه “الماتسا”. وعشية العيد تقوم العائلات بتنظيف منازلها من كسر الخبز المخمر وبقايا الخميرة استعدادا لحرقها أو بيعها لغير اليهود.

وفي ليلة العيد تجتمع العائلة حول مائدة تغلب عليها الرمزية، تضم بيضا مسلوقا يرمز إلى من قضوا في بناء “هيكل سليمان”، وعشبا مرّا ويرمز إلى العبودية، وماء مالحا يرمز إلى دموع العبودية التي ذُرفت على أرض مصر، أما رواية العيد فتكون حول رحلة بني إسرائيل من مصر وتُروى بكل تفاصيلها وفي جو أسري يلفه ضوء الشموع.

ويحدد التقويم اليهودي عيد الفصح في الرابع عشر من أبريل وهو أول أشهر الربيع وفق التقويم القديم، وهو تقويم قمري. وتُسمّى ليلة الرابع عشر في كل شهر ليلة التمام، وليالي التمام تناسب السفر ليلا أكثر من بقية أيام الشهر.

وتتنوع الأعياد التي يحتفل بها اليهود، ويتم تحديد مواعيدها ومدتها بناء على التقويم العبري الذي يسمّى أيضا التقويم اليهودي.

ويمارس اليهود في هذه الأعياد طقوسا تتنوع بين الصلوات والدعاء والصوم ومختلف أنواع العبادة، وتمتد إلى مجالات أخرى مثل المأكل والملبس.

ورأس السنة العبرية “روش هشناه” هو أحد أعياد اليهود الدينية التي وردت بالتوراة باسم “يوم تروعاه” ويوافق اليومين الأول والثاني من شهر “تشري” من التقويم العبري، وهو التقويم الذي يقول اليهود إنه بدأ منذ خلق الله الأرض إلى يومنا هذا، أي أنهم اليوم يشهدون عام 5786 وليس 2025.

وتعتمد السنة العبرية على القمر، وتتكون من 12 شهرا يضاف إليها شهر كل 3 سنين كي تبقى الأعياد اليهودية موافقة للتقويم الميلادي. كما يضاف التقويم العبري إلى معظم المعاملات الرسمية الحكومية.

ويبدأ الاحتفال بعيد “روش هشناه” منذ غروب الشمس ويمتد ليومين كاملين، تعطل خلالهما المؤسسات الحكومية والأهلية والمواصلات العامة والمحال التجارية. ويطلق على الأيام العشرة التي تمتد من رأس السنة وحتى عيد الغفران “أيام التوبة”.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الأحد 18 مايو 2025 - 23:13

وزيرة الثقافة الفرنسية تزور الجناح المغربي في مهرجان كان السينمائي

الأحد 18 مايو 2025 - 18:05

مجموعة “ماسبيكس” عملاق التكتلات الصناعية البولونية تقدَّم للعالم خريطة المغرب كاملة في سياق اقتصادي ناعم

الأحد 18 مايو 2025 - 16:06

القمة العربية تختتم أعمال دورتها الـ 34 باعتماد “إعلان بغداد”

الأحد 18 مايو 2025 - 13:10

السيد أخنوش يمثل أمير المؤمنين جلالة الملك في حفل التنصيب الرسمي للبابا ليو الرابع عشر