طنجة – قدمت دار الأزياء البريطانية الشهيرة “فيفيان ويستوود”، مساء الجمعة بقصر مولاي حفيظ بطنجة، عرضا ساحرا تضمن ثلاثين تصميما من أحدث تشكيلاتها، وذلك في إطار فعاليات أسبوع الموضة بطنجة.
وحلت دار الأزياء، التي تمزج بين الجرأة والإبداع والالتزام المجتمعي وروح التمرد الأنيق، لأول مرة بالمغرب، لتفتتح سلسلة من عروض الأزياء بمشاركة مصممين شباب، مستعينة بصيتها وهالتها العالمية لتسليط الضوء على الساحة الإبداعية الناشئة.
وقد حلت روح ثقافة “البانك”، التي تشتهر بها هذه الدار البريطانية العريقة، لتنساب بين أعمدة وحيطان قصر مولاي حفيظ، الجوهرة المعمارية بمدينة طنجة، حيث أقيم عرض ليلي جمع بين الفخامة والتمرد، وجسد رؤية للموضة الثائرة وفق الأسلوبين الباروكي والملتزم.
ونجحت الدار في تحويل القصر إلى مسرح مؤقت يزاوج بين الفخامة المعاصرة والموروث المعماري العريق، بفضل الديكور المميز الذي أضافته على المكان.
وقد شكل هذا العرض، الذي جمع بين الأناقة الباروكية وتمرد البانك، نقطة الانطلاق لسلسلة من العروض لمصممين شباب قدموا رؤاهم الخاصة، في مبادرة تعكس رغبة دار “فيفيان ويستوود” في دعم المواهب الجديدة، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والمساهمة الفعالة في بروز جيل جديد من المصممين من القارة الإفريقية ومن العالم.
وشهد القصر عروضا متميزة لمجموعة من المصممين الشباب الذين قدموا بصماتهم الفريدة، كل حسب خلفيته الثقافية، من بينهم المصممة المغربية مينا بنبنين، التي أبهرت الحضور بتشكيلة حميمة تمزج بين إبداع الصناعة التقليدية والحداثة.
بدورها، قدمت وفاء الإدريسي تشكيلة أحادية اللون بعنوان “ذبذبات الكارما – الأزرق” ، مستوحاة من طنجة وتحمل رسالة كونية، فيما أذهلت سابينا فولسكايا القادمة من كازاخستان الحضور بتصاميم عابرة للأجيال تجمع بين الكبار والصغار وتزاوج بين الأناقة والحنان العائلي.
أما المصممة التونسية كوفيا، فقد منحت رؤية شعرية للزي التقليدي، فيما روت الشقيقتان المغربيتان “جواهر آية”، جزء من تراث المغرب من خلال مجوهرات خالدة وعصرية في آن واحد، بينما قدمت فيرونيكا بوتزي، مؤسسة “فيفي ديزاين”، تصاميم يدوية صنعت في مراكش، تمزج بين الذوق الإيطالي والصنعة المغربية.
وقد كان لمدارس الموضة حضور لافت على منصة العروض بطنجة، حيث أثارت أكاديمية الموضة “نازاريت” إعجاب الحضور بتصاميم تجمع بين الصرامة الأكاديمية والتعبير الثقافي، فيما كشفت أكاديمية الموضة بالدار البيضاء عن جيل جديد من المصممين المغاربة الذين يتميزون بالإبداع والانفتاح.
وخلال السهرة، حول هذا العرض قصر مولاي حفيظ إلى منصة حية للإبداع المعاصر، حيث امتزجت الفخامة بالتراث والتجريب في مشهد موحد.
بالفعل، فقد صار قصر مولاي حفيظ مختبرا حقيقيا للموضة والإبداع، جعلت فيه رؤية “فيفيان ويستوود” منطلقا لكوكبة من المواهب الباحثة عن الاعتراف والحرية الإبداعية، حاملة رسالة قوية، مفادها أن “موضة اليوم ت بنى على التبادل، والانفتاح، ودعم الأصوات الجديدة التي تعيد رسم ملامح المستقبل”.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع