مدريد – وقعت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وجامعتان عموميتان من جزر الكناري، اليوم الأربعاء بلاس بالماس، اتفاق شراكة يروم تطوير مشاريع مشتركة في مجالات البحث والابتكار.
ويشكل هذا الاتفاق، الذي تم توقيعه من طرف رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، ورئيسي جامعتي لالاغونا ولاس بالماس دي غران كناريا، فرانسيسكو غارسيا ولويس سيرا ماخيم، على التوالي، وذلك بحضور مستشارة حكومة جزر الكناري المكلفة بالجامعات، ميغداليا ماتشين، تقدما مهما في مسار تعزيز التعاون الجامعي بين المغرب وجزر الكناري.
وفي إطار هذه الشراكة، تعتزم الجامعات الموقعة إطلاق طلب عروض مشترك قبل نهاية السنة الجارية، يهم مجالات البحث والتكنولوجيا والابتكار ذات الأولوية. وسيتم تمويل هذا البرنامج بشكل مشترك بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وحكومة جزر الكناري، وسيواكب مشاريع تُنجز على تراب الطرفين.
وبهذه المناسبة، أكد رئيس حكومة جزر الكناري، فرناندو كلافيخو، أن هذه المبادرة تضفي بعدا استراتيجيا جديدا على العلاقات بين المغرب وجزر الكناري، إذ “تضع أسس تعاون منظم يخدم الاستقرار والتنمية والابتكار داخل فضائنا الإقليمي المشترك”.
وأضاف أن هذا البرنامج يُعد الأول من نوعه الذي يجمع بين حكومة إقليمية إسبانية وبلد إفريقي خارج الأطر المعتمدة على الصعيد الوطني، مشددا على أن القارة الإفريقية تُشكل أولوية لحكومة جزر الكناري، وأن “المغرب، بصفته جارا وشريكا استراتيجيا، يوجد في صلب هذه الدينامية التعاونية”.
من جهته، عبر رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية عن اعتزازه بهذا التعاون الأكاديمي الذي يعزز مكانة المغرب كفاعل منخرط في الدبلوماسية العلمية على الصعيد الإقليمي، مبرزا “أهمية نسج شبكات جامعية مستدامة وفعالة، قادرة على إحداث أثر ملموس على مستوى الأقاليم والسكان”.
أما رئيس جامعة لالاغونا، فأكد أن هذه الشراكة تفتح آفاقا جديدة لاستراتيجية تدويل جامعته، التي تربطها اتفاقيات عديدة مع مؤسسات إفريقية، معربا عن قناعته بأن التعاون مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات سيساهم في مواجهة التحديات المشتركة من خلال البحث التطبيقي.
وفي السياق ذاته، وصف رئيس جامعة لاس بالماس دي غران كناريا هذه المبادرة بـ”الفرصة الثمينة لتوحيد جهود مؤسساتنا حول مشاريع مبتكرة ذات قيمة مضافة عالية”، مذكرا بأن “الجامعات الكنارية ليست منعزلة، بل منخرطة بالكامل في ديناميات التعاون الإقليمي”.
بدورها، جددت مستشارة حكومة جزر الكناري المكلفة بالجامعات التزام حكومتها بتعزيز الروابط مع الدول الإفريقية عبر مبادرات علمية مشتركة، معتبرة أن “ربط الكفاءات وتيسير تداول المعرفة يشكلان عناصر أساسية لمواجهة تحديات المستقبل بشكل جماعي”.
وبالإضافة إلى تمويل مشاريع البحث المشتركة، ينص الاتفاق أيضا على تعزيز التنقل الأكاديمي، وتبادل الخبرات، وخلق شبكة علمية مشتركة.
وتندرج هذه الشراكة في إطار استمرارية برنامج “Africa Canarias Challenge”، الذي مكن من إنجاز مشاريع مبتكرة شارك فيها باحثون ومقاولون مغاربة.
وعلاوة على ذلك، تم إطلاق برنامج تبادل بين المعهد التكنولوجي للكناري وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، يتيح لطلبة مغاربة إجراء تداريب مهنية داخل مؤسسات بجزر الكناري خلال صيف 2025.
