إقليم مديونة – سلط مشاركون، في لقاء تواصلي عقد اليوم الجمعة بمديونة، الضوء على دور التعاونيات الجهوية كرافعة لتحقيق التنمية الترابية والعدالة الاقتصادية.
وجمع هذا اللقاء، الذي نظمته اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بمديونة لفائدة ممثلي التعاونيات في إطار المنتدى الوطني للتعاونيات الجهوية (14-21 يوليوز)، ممثلين عن مؤسسات عمومية، وهيئات داعمة، بالإضافة إلى عدد من الجمعيات والشركاء الوطنيين والدوليين.
وتأتي هذه التظاهرة الوطنية في سياق دعم الجهود الرامية إلى تعزيز التقائية السياسات العمومية والبرامج الداعمة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف المتدخلين، بما يكرس مكانة التعاونيات كفاعل أساسي في مسار التنمية الترابية العادلة والمستدامة.
وبهذه المناسبة، أوضح عامل إقليم مديونة علي سالم الشكاف، أن هذا اللقاء يهدف إلى إبراز الدور المحوري الذي تلعبه التعاونيات في تحقيق التنمية المستدامة، وتسليط الضوء على المقاربة المتكاملة التي تبنته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والقائمة على تمكين الأفراد، وتنمية الموارد المحلية، وبناء سلاسل إنتاج متينة ومستدامة، مما يجعل التعاونيات رافعة أساسية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وأكد الشكاف، في كلمة تلتها نيابة عنه رئيسة قسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم سهام بوخرواعة، أن التعاونيات أصبحت تشكل اليوم “مساحة خصبة للابتكار والتعبير عن المهارات، خصوصا في وسط النساء والشباب، مجسدة بذلك روح العمل الجماعي والحكامة التشاركية والعدالة المجالية”.
وتابع أنه تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، يعتبر إقليم مديونة نسيج التعاونيات شريكا استراتيجيا في تنفيذ مشاريع التنمية، والمساهمة في خلق فرص الشغل، وتنمية الموارد المحلية، وإرساء عدالة اجتماعية فاعلة.
وفي هذا الصدد، جدد عامل الإقليم التزام السلطات المحلية بمواكبة التعاونيات ومساندتها في هيكلتها واحترافيتها واندماجها المستدام في الاقتصاد المحلي.
من جانبها، أكدت رباب بنجلون، المديرة الإقليمية للفلاحة بالدار البيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الحدث، المنظم بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات، يبرز المساهمة الجوهرية للنسيج التعاوني في تنفيذ السياسات العمومية، خاصة استراتيجية “الجيل الأخضر”.
وأشارت إلى أن التعاونيات تمثل ركيزة أساسية لتنمية القطاع الزراعي بالمغرب، مما يمكن من تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي الشامل، فضلا عن الإدماج المهني لأعضائها، خاصة الشباب والنساء.
وسجلت أن عدد التعاونيات في إقليم مديونة ارتفع من 16 تعاونية سنة 2020، هو العام الذي شهد إطلاق استراتيجية “الجيل الأخضر” – إلى ما يقارب 50 تعاونية خلال السنة الحالية، تعمل في مختلف المجالات ذات الصلة بالقطاع الفلاحي.
وتميز هذا اللقاء ببرنامج غني ومتنوع، شمل جلسات علمية وتفاعلية، وعروضا تقديمية لخبراء وممثلي قطاعات استراتيجية، فضلا عن ورشات موضوعاتية تناولت تحديات وآفاق تطوير العمل التعاوني، وسبل التمكين الاقتصادي للتعاونيات، وتحسين بيئتها القانونية والتسويقية.
كما عرف هذا الحدث تنظيم فضاءات مخصصة للتشبيك والتعارف بين مختلف الفاعلين، وتقديم نماذج ناجحة لتعاونيات رائدة على المستويين المحلي والوطني، إلى جانب تكريم عدد من المبادرات التعاونية المتميزة.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع
