Advertisement
Advertisement

“فرار هوليودي” لرئيس المخابرات الجزائرية السابق يهز أركان “نظام العسكر”

الخميس 25 سبتمبر 2025 - 16:13

الجزائر – أثار “الهروب المذهل” للجنرال الجزائري عبد القادر حداد، الملقب بـ”ناصر الجن”، المدير السابق لجهاز الأمن الداخلي (المخابرات)، ووصوله إلى السواحل الإسبانية، حسب ما أفادت به مصادر إعلامية في هذه الدولة الأوروبية، على طريقة المهاجرين غير النظاميين، بعدما كان تحت الإقامة الجبرية في الجزائر، (أثار) اهتماما واسعا من الصحف ووسائل الإعلام العالمية، التي سارعت إلى تفكيك خلفياته، في حين خيّم الصمت على وسائل الإعلام الجزائرية التي آثرت الابتعاد عن هذا الملف الشائك والحدث غير المسبوق.

فرار “الجن”، الذي يوصف بـ”الصندوق الأسود” للنظام الجزائري، ليس حدثا عاديا بالمرة، خاصة وأن الجنرال عبد القادر حداد كان على مدى سنوات طويلة على رأس جهاز حساس ويُعتقد أنه يحمل بين يديه أسرار الدولة الجزائرية وأرشيفها غير المعلن، وبالتالي فهو يشكل كنزا ثمينا ومفاتيح لملفات حساسة تمتد من الداخل إلى العلاقات الخارجية للجزائر، وهو ما جعل الصحافة العالمية تلاحق قصة فراره بشغف كبير.

وقلب هذا الهروب المفاجئ المشهد الأمني في الجزائر رأسا على عقب، حيث أكد نشطاء انتشار الجيش ووحدات الأمن في شوارع العاصمة الجزائرية ومدن أخرى بحثا عن الجنرال الهارب بمعلومات تشكّل عماد استقرار السلطة في هذا البلد ونسقها الداخلي؛ إذ لا يتعلق الأمر بفقدان عنصر أمني سابق فحسب، بل بخطر تسرب معلومات حساسة تُعدّ ثروة ثمينة على المستوى السياسي والاستخباراتي، ستسيل بالتأكيد لعاب أجهزة مخابرات عدد من الدول.

تعليقا على هذا الحدث، قال شوقي بن زهرة، ناشط سياسي جزائري معارض، إن “هروب رئيس الاستخبارات الداخلية الجزائرية، الذي كان في هذا المنصب لمدة طويلة، ليس حدثا هينا أبدا، بل من شأنه أن يزعزع أركان النظام الجزائري”، مضيفا أن “هذا الهروب، إلى جانب وجود عرف في الجزائر يتمثل في متابعة كل من تولى منصبا حساسا أمام القضاء العسكري بمجرد مغادرته منصبه، يكشف وجود صراع حاد بين أجنحة النظام”.

وأوضح بن زهرة، في تصريح له ، أن “تأكد خبر وصول هذا المسؤول الأمني السابق إلى إسبانيا سيحدث بالتأكيد زلزالا داخل أركان النظام الحاكم في الجزائر؛ ذلك أن الرجل ليس مجرد ضابط سابق، بل كان يشغل موقعا ويحمل معلومات تعتبر بمثابة كنز استراتيجي، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بمجازر النظام في العشرية السوداء، والعلاقة مع البوليساريو، والتدخلات في الساحل، وتسليح الجماعات الإرهابية”.

وأضاف أن “هذا الهروب يمكن أن يؤدي إلى إعادة ترتيب موازين القوى داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية في الجزائر، حيث إن الصراعات الداخلية قد تصبح أكثر وضوحا بعد كشف بعض الأسرار المرتبطة بالهيمنة والسيطرة على مؤسسات وأجهزة الدولة”، مؤكدا أنه “على الصعيد الدولي، فإن تسريب معلومات حول تحركات ومخططات النظام سيؤثر على صورة الجزائر، وسيجعلها عرضة للعديد من الضغوط، وسيضعها في دائرة الضوء العالمي”.

وخلص السياسي الجزائري المعارض إلى أن “تسريب المعلومات التي قد تكون بحوزة رئيس الاستخبارات السابق قد يؤدي إلى كشف صفحات سوداء من تاريخ النظام الجزائري، بما يشمل الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحق الشعب الجزائري على مدى عقود، وكذا المخططات في الخارج، إلى جانب الكشف أيضا عن تفاصيل لم تُعرف سابقا حول أساليب التحكم والقمع والفساد داخل المؤسسات الأمنية والسياسية في الجزائر”.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

Advertisement

مقالات ذات صلة

الجمعة 26 سبتمبر 2025 - 17:23

المشاريع السككية التي أطلقها جلالة الملك بالدار البيضاء ست حدث تحولا عميقا في مجال النقل بحاضرة الدار البيضاء (وسائل إعلام دولية)

الجمعة 26 سبتمبر 2025 - 11:45

مونتريال .. المغرب ورواندا يوقعان اتفاقية حول خدمات النقل الجوي بين البلدين

الخميس 25 سبتمبر 2025 - 21:39

مراكش تستقبل وفداً قضائياً كونغولياً رفيعا .. رحلة اكتشاف تجربة هيئة المحامين نموذجاً للتفوق والابتكار

الخميس 25 سبتمبر 2025 - 13:46

في سياق اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، الحكومة الأمريكية تعلن أنها تشجع الاستثمارات الأمريكية في الأقاليم الجنوبية