مناورات “شرقي 2025” بين المغرب وفرنسا تحاكي سيناريو اعتداء

الإثنين 6 أكتوبر 2025 - 22:02

الرشيدية – في خطوة تهدف إلى تعزيز الجاهزية العملياتية للجيوش وتعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وفرنسا، انطلقت، الأسبوع الماضي، مناورات “شرقي 2025” المشتركة بين الجيشين المغربي والفرنسي نواحي الرشيدية، والتي تضمنت تدريبات ضمن سيناريو يحاكي اعتداء على الوحدة الترابية للمغرب، حسب ما أفاد به بيان مقتضب للقوات البرية الفرنسية.

ووفق منشور لوزارة الجيوش الفرنسية، فإن هذا التمرين، الذي يعد نموذجا للتعاون العسكري الفرنسي-المغربي، يهدف إلى تعزيز التوافقية بين القوات المسلحة للبلدين وتقوية التعاون الاستراتيجي بينهما في بيئة صحراوية صعبة.

وأفاد المصدر ذاته بأن التشكيل الفرنسي المُشارك في التمرين يضم عناصر من اللواء الخامس للمروحيات القتالية (5e RHC)، وفصيلا من اللواء الأول للصيادين (1er RC)، وفرقة من اللواء الأول للرماة (1er RT)، ووحدة قيادة من اللواء الرابع للطيران القتالي (4e BAC)، تعمل جنبا إلى جنب مع وحدات القوات المسلحة الملكية المغربية.

ووُضع التمرين حول سيناريو يحاكي اعتداء على الوحدة الترابية المغربية، وينقسم إلى محورين: تمرين مركز القيادة، الذي يهم التخطيط والتنسيق المشترك بين الأسلحة؛ وتمرين ميداني مباشر يختص بمناورات تكتيكية مشتركة جو-أرض، حيث أشارت وزارة الجيوش الفرنسية إلى أنه “جرى استخدام دبابات M1A2 أبرامز، مروحيات ‘جازيل’ المغربية، ومروحيات ‘تايغر’ وNH90 الفرنسية في بيئة واقعية وصعبة”.

وأوضح أن “تمرين شرقي 2025 يتجاوز الجانب العملياتي ليُبرز متانة الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والمغرب، إذ يهدف إلى تعزيز التوافقية العسكرية، تطوير المهارات التكتيكية والفنية، ومواجهة التحديات الأمنية الإقليمية في سياق دولي غير مستقر”.

وسبق أن أثارت هذه المناورات غضب النظام الجزائري، الذي أصدر في مارس الماضي، عبر وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، بيانا ذكرت فيه أن الأمين العام للوزارة استقبل سفير فرنسا المعتمد لدى الجزائر، من أجل “لفت انتباه الدبلوماسي الفرنسي إلى خطورة مشروع المناورات العسكرية الفرنسية-المغربية المزمع إجراؤها في شهر شتنبر المقبل في الرشيدية، بالقرب من الحدود مع الجزائر”.

واعتبرت الخارجية الجزائرية أن “الطرف الجزائري ينظر إلى هذا التمرين على أنه عمل استفزازي ضد الجزائر”، لافتة إلى أن “تصرفا من هذا القبيل سوف يسهم في تأجيج الأزمة التي تميز العلاقات الجزائرية-الفرنسية في المرحلة الراهنة، ويرفع من حدة التوتر بين البلدين إلى مستوى جديد من الخطورة”.

من جهتهم، أكد محللون سياسيون تحدثوا لهسبريس في هذا الشأن أن الجزائر سعت جاهدة إلى تقويض التقارب الفرنسي-المغربي وشيطنته، خاصة بعد موقف باريس الداعم للسيادة المغربية على الصحراء، مبرزين أن “رد الفعل الجزائري حيال هذه المناورات يندرج في إطار سياسة الإلهاء التي تنتهجها الجزائر، حيث تحاول من خلالها إعطاء انطباع للداخل بأن المحيط الإقليمي مشتعل وأن أعداء الجزائر يتربصون بها؛ وهو ما يفرض تقوية الجبهة الداخلية ومؤسسة الجيش.. وبالتالي تبرير نفقات التسلح الضخمة، وتعزيز مركزية الجيش في النظام السياسي الجزائري”.

Loading

مقالات ذات صلة

الإثنين 6 أكتوبر 2025 - 10:13

الحكومة الفرنسية الجديدة تقدم استقالتها

الأحد 5 أكتوبر 2025 - 22:29

لائحة الحكومة الفرنسية الجديدة

الأحد 5 أكتوبر 2025 - 20:58

فرنسا .. الكشف عن تشكيلة الحكومة الجديدة

الأحد 5 أكتوبر 2025 - 17:52

أديس أبابا .. انطلاق إقصائيات النسخة الثانية من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في الحديث النبوي الشريف