فالباراييسو (الشيلي) – من على مدرجات ملعب “إلياس فيغيروا براندر” بمدينة فالباراييسو، صدحت حناجر الجماهير المغربية التي حجت من كل مناطق الشيلي والدول القريبة لتشجيع “أشبال الأطلس” في مباراتهم أمام المنتخب الفرنسي لحساب نصف نهائي بطولة كأس العالم لأقل من 20 سنة بالشيلي.
فعلى امتداد مجريات المباراة التي تجاوزت الوقت القانوني والشوطين الإضافيين فضربات الترجيح، لم يتوقف المشجعون المغاربة للحظة واحدة عن الهتاف، وظلوا يحثون “الأشبال” على التمسك أكثر بطموح التأهل وتجاوز خصم عنيد أظهر شراسة واستماتة لإيقاف حلم مغربي يتمثل في بلوغ النهائي والظفر بكأس العالم.
ورافقت الجماهير المغربية المنتخب الوطني في مختلف أدوار “المونديال”، إلا أن عددها ازداد في نصف النهائي، وزاد معه حماس الجماهير وطموحهم في بلوغ المبارة النهائية.
ومع توقيع “الأشبال” هدفهم الأول، اهتزت جنبات الملعب. ولم تخفت الأصوات حتى بعد أن عادل الفرنسيون النتيجة، بل على العكس من ذلك، استمر المشجعون في مؤازرة اللاعبين الذين أبانوا عن رباطة جأش قل نظيرها، رغم حالة العياء الظاهر التي ألمت ببعضهم جراء طول المباراة وشراسة الخصم.
وما إن أطلق حكم المباراة أول صافرة لبدء تنفيذ الضربات الترجيحية حتى أخذت الجماهير في تشجيع وتحفيز اللاعبين على مواصلة الجهود والتركيز لانتزاع الفوز الثمين.
ومع انتهاء المباراة وتأهل الأشبال إلى النهائي، انطلقت الأفراح في المدرجات وخارج الملعب، حيث عبّر عدد من مشجعي المنتخب الوطني، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتهم الكبيرة وفخرهم بهذا الإنجاز التاريخي.
وفي هذا الصدد، قال ياسين إنه على الرغم من صعوبة المباراة، إلا أن “الأشبال” تفوقوا فيها وتأهلوا إلى المباراة النهائية “عن جدارة واستحقاق”.
ونوه ياسين بأداء اللاعبين الذين لم يدخروا جهدا في تحقيق هذه النتيجة، معربا عن أمله في أن تواصل الكتيبة الوطنية العزف على نفس نغمة الانتصارات وتحقق اللقب على حساب الأرجنتين يوم الأحد المقبل.
أما كريم فأكد أن العناصر الوطنية لعبت “بروح قتالية عالية” رغم شراسة منتخب “الديكة” وتمسكه بأمل الانتصار على المغاربة حتى آخر رمق.
بدوره، توقع رشيد أن تفوز النخبة الوطنية على منتخب الأرجنتين “وتعود مظفرة بالكأس من الشيلي”.
من جهته، قال عزيز إن مباراة نصف النهائي “هي أفضل مباراة خاضها أشبال الأطلس في كأس العالم الحالية”، مؤكدا أنهم لعبوا بقتالية كبيرة مكنتهم من انتزاع الفوز.
وبعد إسدال الستار عن مباراة نصف النهائي والفوز على المنتخب الفرنسي، يكون منتخب الوطني لأقل من 20 سنة قد سطر صفحة جديدة في حلم جميل ما يزال متواصلا، حلم العودة بالكأس إلى أرض الوطن، في نهائي يأمل المغاربة قاطبة أن يكون “ختامه مسكا” لتتويج مسارٍ استثنائي دوّن فيه “أشبال الأطلس” بمداد من ذهب سطورا من المجد الكروي المغربي.