جماعة أوناغة (إقليم الصويرة) – برز القطاع التعاوني النسوي في إقليم الصويرة، الذي يطغى عليه الطابع القروي، منذ عدة سنوات، كأحد الدعامات الرئيسية للتنمية السوسيو-اقتصادية المحلية، وذلك بفضل نساء قرويات استطعن توظيف مهاراتهن المتوارثة على نحو جيد.
ووعيا منها بهذه الدينامية وما تحمله من فرص ومؤهلات، حرصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاقها سنة 2005، على مواكبة أزيد من 130 تعاونية تنشط على مستوى الإقليم، من خلال تقديم الدعم المالي والتقني، بقيمة مالية إجمالية تناهز 64,51 مليون درهم، وفق معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الصويرة.
وتجسد هذا الدعم المهم والملموس في سلسلة من “قصص النجاح” لعدد من التعاونيات النسوية المنتشرة عبر مختلف جماعات الإقليم، على غرار تعاونية “موكادور الصويرة” المتخصصة في إنتاج وتسويق زيت الأركان ومشتقاته، لاسيما التجميلية منها.
وتعكس هذه التعاونية، التي تأسست سنة 2007 بجماعة أوناغة (على بعد 30 كلم من مدينة الرياح)، الالتزام الثابت للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة تمكين النساء القرويات، حيث تضم حاليا حوالي أربعين عضوة يحدوهن طموح كبير للمساهمة الفعلية في تحقيق الاستقرار المالي لأسرهن.
وبفضل الجدية والشغف الذي يميز مؤسساتها، أضحت هذه البنية النسائية التي استفادت سنة 2011 من دعم مالي من طرف المبادرة بلغ 500 ألف درهم لبناء مقر جديد، اليوم، ضمن الوحدات البارزة في النسيج التعاوني الصويري، مع عرض متنوع وغني من منتوجات مجالية تعتمد على زيت الأركان.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت رئيسة التعاونية، حسناء الهرود، أن إحداث “موكادور الصويرة” جاء كثمرة لإرادة نساء قرويات عازمات على تثمين مهاراتهن في مجال إنتاج وتسويق زيت الأركان، باعتباره من السلاسل المميزة لإقليم الصويرة.
وأضافت أن “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أعطت دفعة قوية لتعاونيتنا، خاصة من خلال بناء مقر جديد وفق معايير الجودة، وكذا المشاركة في عدد من الدورات التكوينية والمعارض”، مشيرة إلى أن هذا الدعم مكن عضوات التعاونية من تحسين ظروف عيشهن بشكل ملحوظ، ومن ثم المساهمة في تنمية مجتمعاتهن المحلية.
من جهتها، أشادت عضو التعاونية، خديجة حيدة، بالمجهودات الدؤوبة التي تبذلها النساء القرويات بإقليم الصويرة لصون المهارة المرتبطة بالأركان، الذي أصبح مدرجا ضمن التراث العالمي لليونسكو.
ونوهت في هذا السياق، بدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في الرقي بمكانة المرأة القروية بإقليم الصويرة وتحسين جودة المنتوجات من خلال توفير تجهيزات عصرية، لاسيما آلات استخلاص الزيت التي مكنت من توسيع الإنتاج.
وعبرت عدد من عضوات التعاونية، في تصريحات مماثلة، عن عميق امتنانهن لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على العناية البالغة التي ما فتئ يوليها جلالته للنهوض بتمكين المرأة القروية، من خلال البرامج المهيكلة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويجسد انخراط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم الأنشطة المدرة للدخل، خاصة عبر التعاونيات، بشكل كامل، رؤية وأهداف برنامجها الثالث المتعلق بـ”تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، والذي يكرس دورها كمحرك للتقدم السوسيو-اقتصادي، من خلال خلق بيئة ملائمة للابتكار والتنمية المستدامة.
وتعكس “قصة النجاح” التي حققتها تعاونية “موكادور الصويرة”، على غرار مشاريع أخرى مماثلة عبر تراب الإقليم، بجلاء نجاعة المبادرات المدعومة من طرف المبادرة، في تعزيز الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للنساء، وإدماجهن بشكل فعلي في النسيج الاقتصادي المحلي.