جوهانسبورغ – عاشت الجالية المغربية بجنوب إفريقيا، بمختلف أعمارها وشرائحها، على وقع أجواء شبيهة ب”ليلة العيد”، عقب الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بتتويجه بلقب كأس العالم لكرة القدم، بعد فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بهدفين دون رد.
“الأمر أشبه ما يكون بمنة من السماء، ونسمة هبت على الجالية المغربية بجنوب إفريقيا في هذه الأيام”، بحسب عبد السلام حبيب الله، رئيس جمعية مغاربة جنوب إفريقيا.
وأكد ذات المتحدث أن فوز أشبال الأطلس أمام المنتخب الأرجنتيني لم يكن وليد الصدفة، بل شكل امتدادا لسلسلة من الإنجازات تواصلت منذ مونديال قطر 2022، مرورا بالأداء الذي تبصم عليه الأندية المغربية على الصعيد القاري، ومنجزات المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية، وألعاب القوى…
وأوضح أن “الأجمل في كل هذا هو أن هؤلاء الأبطال سيعودون إلى أرض الوطن حاملين كأس العالم، في أوج الاستعدادات لاحتضان بطولة الأمم الإفريقية 2025 ومونديال 2030″، مبرزا أن الأشبال لم يكونوا لوحدهم على أرضية الميدان، بل رافقتهم التشجيعات، وحفتهم المؤازرات، ونصرتهم صلوات أمة بأكملها.
وكشف السيد حبيب الله، المسؤول عن مجموعة بتطبيق واتساب تضم مغاربة جنوب إفريقيا، أن ذات المجموعة التي سكنت على امتداد 95 دقيقة باحتساب الوقت الإضافي، تحولت مباشرة بعد إطلاق الحكم الإيطالي صافرة النهاية إلى منصة هادرة لتبادل التبريكات والتهاني والأناشيد التي تتغنى بمجد أمة وسؤددها.
من جهته، قال مصطفى الربضي، سائق سيارة الأجرة المقيم ببريتوريا، “لم يرف لي جفن طوال الليل ومازلت أغالب النوم حتى أستطيب لذة هذا الانتصار لأطول وقت ممكن. حقا أنا فخور بأداء الأشبال”.
وثمن الرجل إنجاز هؤلاء الفتية الذين أبانوا على علو كعبهم ورفعوا عاليا راية الوطن، بتحقيقهم لفوز مستحق أمام منتخب حاز ستة ألقاب مونديال في هذه الفئة من قبل.
بدوره، أكد المهدي بنسيد، الخبير الجيولوجي لدى مؤسسة شبه عمومية بجنوب إفريقيا، أنه آثر على نفسه أخذ عطلة استثنائية لتتبع مسار هذه الملحمة منقطعة النظير التي سطرها الشباب بالشيلي.
وقال “خلدت إلى النوم في وقت مبكر حتى أستيقظ على الساعة الواحدة صباحا، بتوقيت جنوب إفريقيا، لكي أشاهد المقابلة. أشعر اليوم كما لو أنني في صبيحة العيد”.
ولأن كرة القدم ماعادت منذ أمد بعيد شأنا يخص الذكور حصرا، بادرت فاطمة المقيمة بجوهانسبورغ إلى بث صورة لابنيها، في مجموعة تضم مغربيات جنوب إفريقيا على تطبيق واتساب، وهما يتوشحان القميص الوطني في طريقهما إلى المدرسة على متن سيارة يزينها العلم المغربي.
أما هدى، فقد صرحت في مقطع صوتي بذات المجموعة أنها باتت ليلتها، بعدما تعذر عليها مشاهدة المقابلة على المباشر، تتابع على وسائل التواصل الاجتماعي أولا بأول سير المباراة، التي كانت تجري أطوارها في الجهة المقابلة للمحيط الأطلسي.
وتابعت “لا زلت أعاني من طنين في الأذن بسبب أرق ليلة أمس. سأستقبل ضيوفا اليوم، لا تنسوني من دعائكن صديقاتي”.
من جهتها، قالت هند من مدينة كيب تاون على بعد 1500 كم جنوبا إن أمها هي من أيقظتها مبكرا على غير العادة لتزف لها البشرى، مضيفة بنبرة لا تخلو من حنين “لكم وددت أن أكون بين أهلي هناك حتى أحتفل معهم بهذا الإنجاز منقطع النظير !”.
وتابعت سيدة الأعمال الطنجاوية والأم لطفلين “أغالب الدموع وأنا أعيد مشاهدة مقاطع الفيديو والمنظر غير الاعتيادي لمواكب السيارات والأعلام الوطنية والزغاريد والهتافات والأناشيد والفرحة التي تشع من العيون”.
أما هشام، المستخدم بمقاولة خاصة بديربان، فحكى كيف تحمل زملاؤه في السكن طيلة ليلة أمس صيحاته وتفاعلاته مع أطوار المقابلة وكيف تجاوزوا عما أحدثه من صخب بشكل استثنائي مع كل تمريرة، وكل لقطة من لقطات هذا النزال.
وأضاف بنبرة ملؤها الاعتزاز “لقد كانوا متفهمين جدا، لأنهم علموا بأن المغرب قد فاز بكأس العالم. أما أنا، فأتجول اليوم رغم برد ديربان مرتديا القميص الوطني. إني فخور بكوني مغربي. شكرا لكم يا شباب على كل هذا الحماس، كل هذا الكرم، كل هذا العطاء”.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع
![]()



