الرباط – ألقى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، اليوم الأربعاء بالرباط، محاضرة افتتاحية لمشروع “الندوات الجهوية حول السيرة النبوية المنيفة” التي يعتزم المجلس العلمي الأعلى تنظيمها في مختلف جهات المملكة تفعيلا لمضامين الرسالة السامية التي وجهها له أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتناول السيد التوفيق في هذه المحاضرة الافتتاحية موضوع “السيرة النبوية في تقدير كتابات أجنبية”، حيث استعرض فيها، على الخصوص، نماذج من شهادات كتاب أجانب محدثين ومعاصرين قدموا أحكاما تقديرية عن الرسول صلى الله عليه وسلم مبنية على أساس معايير موضوعية تستند إلى الثقافة الكونية.
وأشار السيد التوفيق في هذا الصدد إلى نماذج الأديب الفرنسي، فيكتور هوغو، والأديبين الروسيين ألكسندر بوشكين، وليو تولستوي الذين كانوا يكنون تقديرا استثنائيا للرسول صلى الله عليه وسلم، علاوة على المؤرخ الاسكتلندي توماس كارلايل، والعالمة الألمانية آن ماري شيمل.
وأبرز المحاضر أهمية إطلاع الشباب المسلم اليوم على هذه الأحكام التقديرية الأجنبية عن الرسول عليه الصلاة والسلام باعتبار أن من شأنها تقوية جاذبية الإيمان خارج التقليد من جهة، وخارج حماسة الهوية الموروثة من جهة أخرى.
وحسب ورقة تأطيرية للأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، فإن هذه المحاضرة الافتتاحية تعد إيذانا بانطلاق مشروع الندوات الجهوية حول السيرة النبوية الذي يعد إشراقة علمية وتربوية مباركة في مسار خدمتها وترسيخ وإشاعة النور المحمدي في مجالات الفكر والتربية والسلوك.
وستؤطر هذه الندوات الجهوية ثلة من العلماء والعالمات الذين انتدبتهم الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى لعرض جواهر السيرة النبوية الشريفة من جوانبها المتعددة، واستخراج دروسها وقيمها وأخلاقها وسلوكها، بما يرسخ ارتباط الأمة المغربية بسيدنا محمد، وبث القيم النبوية في المجتمع المغربي، حتى تبقى سيرته عليه الصلاة والسلام نبراسا دائم الإشراق في واقع الناس ومسالك حياتهم.
وتهدف هذه الندوات، حسب المصدر ذاته، إلى إشاعة السيرة النبوية في أفق علمي متجدد حيث تخاطب العلماء والعالمات والمرشدين والمرشدات، والقيمين الدينيين، والمؤسسة العلمية في كل جهات المملكة، والطلبة والباحثين والمجتمع المدني وعموم المواطنين والمواطنات، بما ييسر لهم سبل تعميق الفهم بالسيرة النبوية الشريفة، واستجلاء معانيها ودلالاتها، واستثمار دروسها في تزكية النفوس وتقويم السلوك، وترسيخ مكارم الأخلاق التي بعث بها النبي الكريم.
وحسب الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، فإن الأمر يتعلق بلقاءات جامعة مانعة، تروم استحضار النور المحمدي في واقع الأمة، واستلهام أنواره في مسيرة الإصلاح والبناء، ليظل النبي حاضرا في الفكر والسلوك وفي الوجدان والكيان، وفي الخطاب العلمي والممارسة المجتمعية.
ولتحقيق هذه المقاصد السامية، رسمت لهذه الندوات الجهوية محاور كبرى تجمع بين وحدة الموضوع وتنوع المقاربات، وتتناول السيرة النبوية من مختلف أبعادها الإيمانية والعلمية والأخلاقية والاجتماعية والحضارية في تكامل يعبر عن الشمائل النبوية الكاملة والرسالة الإنسانية الهادية.
ومن أبرز هذه المحاور هناك “السيرة النبوية منهج للحياة وبناء الإنسان”، و”المقاصد الكبرى الهادية للبعثة المحمدية”، و”القيم الأخلاقية والتربوية في السيرة النبوية”، و”السيرة النبوية في بناء الأسرة والمجتمع”، و”البعد الحضاري والإنساني في السيرة النبوية”، و”السيرة النبوية في الوعي المغربي.
وهكذا، يواصل المجلس العلمي الأعلى، أداء رسالته في تزكية الوعي الديني، وترسيخ القيم النبوية في الحياة العامة، وتجسيدا رسالة العلماء في نشر الهدى، وتبليغ الحكمة، وبث معاني السلم والرحمة، في أفق تجديد معرفي وروحي يواكب التحولات، ويصون الثوابت، ويجدد العهد مع النور المحمدي الخالد.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع
![]()



