المغرب، القوي بتاريخه الغني، وهويته الثقافية والدينية المتينة، وبفضل رؤية وريادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، تمكن من بلورة مقاربة إستباقية ومندمجة لإرساء نموذج مجتمعي يوفق بين ما هو كوني ديمقراطي وخصوصي هوياتي .
أكد يوسف العمراني، مكلف بمهمة بالديوان الملكي، اليوم الاثنين ببرلين، أن المغرب رسم لنفسه مسارا ديمقراطيا انخرط فيه، بعزم وإيمان، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقال العمراني أمام أعضاء البرلمان الألماني خلال جلسة تفاعلية نظمت في إطار أسبوع المغرب بألمانيا، إن “المغرب، القوي بتاريخه الغني، وهويته الثقافية والدينية المتينة، وبفضل رؤية وريادة جلالة الملك، تمكن من بلورة مقاربة استباقية ومندمجة لإرساء نموذج مجتمعي يوفق بين ما هو كوني ديمقراطي وخصوصي هوياتي”.
وتطرق العمراني الذي ذكر بالتموقع المتفرد للمغرب في محيطه الإقليمي المضطرب، إلى الأوضاع الصعبة التي تسود في الجوار و استمرار وجود عوامل زعزعة الاستقرار، ولاسيما في ليبيا وسوريا واليمن ومنطقة الساحل والصحراء، مبرزا دور المغرب “الشريك ذي الصوت المسموع على الساحة الدولية” من أجل السلم والأمن الدولي والشرعية الدولية. وأوضح في هذا الصدد أنه، وطبقا للتعليمات السامية لجلالة الملك، فإن المغرب يدعو إلى عولمة تحترم الخيارات السيادية والمسار الوطني لكل بلد “.
وأكد أن المغرب، الذي جعل من تقاربه مع الاتحاد الأوروبي خيارا استراتيجيا لا رجعة فيه، يعتبر اليوم أنه أمام الاتحاد فرصة للنهوض بفضاء مشترك للسلم والرخاء المتقاسم من خلال إعادة النظر في سياسة الجوار التي يعتمدها.
وأضاف أن المغرب الذي يستفيد من وضع متقدم في علاقاته مع الاتحاد الاوروبي، يعتبر أن وضع سياسة جوار أوروبية خلاقة وتحديد آفاق سياسية واقتصادية واضحة، ستجسدان على نحو أفضل الالتزام الأوروبي لفائدة جيرانه في الجنوب.
وأطلق في هذا الصدد نداء لأوروبا وألمانيا، ليتمكن مجموع الشركاء من مواكبة شركائهم في الجنوب على النحو الأمثل، وذلك عبر مقاربات قائمة على التنمية والتضامن. وتم التأكيد بالخصوص على أهمية تجديد آليات وأدوات اشتغال الاتحاد الأوروبي بغرض تعزيز شراكته مع دول الجنوب وجعلها رافعة حقيقية للتنمية.
وأكد العمراني في هذا الصدد الأهمية الاستراتيجية التي توليها المملكة لإرساء نظام مغاربي جديد قائم على التضامن والتكامل والاندماج.
ولم يفت العمراني أن يذكر بالدعوة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة لكي”يقوم المجتمع الدولي بدعم الدول النامية لتحقيق تقدمها وضمان الأمن والاستقرار بمناطقها”، وهي الرؤية ذاتها التي عبرت عنها المستشارة الألمانية، السيدة أنجيلا ميركل، خلال مؤتمر ميونخ الأخير حول الأمن.
مملكتنا .م.ش.س