علماء الصحراء وحدويون بفعل مرجعيتهم الدينية ، ومتشبثون بالثوابت الراسخة للأمة المغربية التي تنبع أصولها من عين واحدة تتمثل في العقيدة الاشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني وإمارة المؤمنين.
ودور علماء الصحراء في تكريس الثوابت ووحدة الوطن ، جاء من خلال التربية في أحضان الوطنية الصادقة التي لا تقبل المساومة على مبادئها، ولا تتنازل عن أصولها ، ولا تقبل الحياد إذا تعلق الأمر بالثوابت والمقدسات.
وأن عقد البيعة بين ساكنة ربوع الصحراء وبين العرش العلوي المجيد ظل رابطا مقدسا، تفدى بالنفس والنفيس، وتستمد قوتها وأصولها من بيعة الرضوان، ومن هنا تكتمل الأبعاد الروحية والجهادية التي توجه وتحكم سلوك علماء الصحراء تجاه وطنهم وأمتهم وثوابتها المقدسة وتجعلهم أوفياء لواجباتهم الدينية والأخلاقية تجاهها.
وأنه بالرغم من التنوع الاجتماعي فان مبادئ مشتركة يؤطرها الدين والوطن وقيم التعايش ظلت تشد بعضها إلى بعض في ظل قيادة العرش العلوي المجيد والملوك الشرفاء المتبصرين والمعتمدين على العلم والعلماء والمتفانين في خدمة هذه الأمة والتي وإن اصطنع الاستعمار لها حدودا ، فإنها ظلت موحدة للقلوب إذ لم تعرف حروبا أهلية أو طائفية أو مذهبية أو قومية تذكر.
وأن الأمة المغربية تعرف اليوم واحدة من أنصع مراحل التجديد والتطوير تحت القيادة النيرة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، ضمن إطار المشروع الحضاري لبناء مغرب حداثي يربط بين ماضيه الأصيل وحاضره المزدهر ووسطيته الدينية التي تشكل بحق عبقرية الاعتدال والتي لا تقبل التبديع ولا التكفير ولا تساوم على خصوصياتها.
وأن مكانة العرش المفدى والجالس عليه لدى علماء الصحراء، ليلزم القول لمن يخوض في مياه مشاريع الانفصال العكرة ، إنه يسبح ضد التيار وأن المنبع والمصب هو مغربي وأن العلماء هنا بالمرصاد لكل أعداء الوطن، وهم الذين يدركون حق الإدراك أن مصير هذا البلد من الكويرة إلى البوغاز كان وما يزال وسيظل واحدا تحت لواء العرش العلوي المجيد .
و أن سلوك علماء الصحراء المغربية ظل وحدويا يستمد عناصر قوته من ينابيعه العلمية والروحية الضاربة في أعماق التاريخ وكانوا في طليعة الساعين لإخماد الفتن وتوحيد الصفوف في الذود عن حياض الأمة المغربية التي حباها الله بهؤلاء الملوك الشرفاء، الذين لم ينزلوا عن صهوات جيادهم في الرباط والجهاد ومشاركة المغاربة آلامهم وآمالهم في الشمال كما في الجنوب، وظل علماء هذه التخوم عبر أجيالهم الحراس الأمناء على ترسيخ وحماية رباط البيعة المقدسة صيانة لوحدة الأمة ضد كل تهديد مهما كان مصدره.
مملكتنا .م.ش.س