وفي معرض حديثها عن المستقبل والحاضر، أشارت المحاضرة إلى أن أساس متانة هذا الحاضر والمستقبل المشترك بين البلدين يؤسس له ماض قوي يحمل في جوفه من بذور التوحد والتكامل الشيء الكثير، ومن إحدى هذه البذرات الحسانية باعتبارها تراثا مشتركا بين المغرب وموريتانيا.
واعتبرت أن اقتحام مجال إحياء وصيانة التراث الحساني من طرف النخبة المثقفة بكل من المغرب وموريتانيا ووضعه في سياقه الراهن وذلك بمحاولة التعويل عليه لاقتراح حلول تنموية بالبلدين، يبقى الرهان الكبير وذلك ب ” إعادة تأويله وإخضاعه للنقد لأن التراث ولو كان فاعلا، فهو ليس فوق النقد وليست كل عناصره مقبولة وغير قابلة للتصحيح، ولكن شريطة أن يتم ذلك دون رفضه أو نبذه كقوة فاعلة تساهم في تحقيق تنمية مستدامة “.
واقترحت الأستاذة ماجدة كريمي على النخب المثقفة بالبلدين الالتفاف في الخطاب حول أهم عوامل التقارب بين المغرب وموريتانيا ومنها الحسانية باعتبارها “اكسير الوحدة بين الطرفين” وأن تكون هذه النخب حاضرة بكل رصانة وحكمة في تجاذب ثقافي سمته ب ” الصراع الثقافي-الثقافي”، داعية في ذات الوقت المؤرخين إلى أن يكونوا “فاعلين باقتحامهم مجاهل القضايا التاريخية ليقدموا فيها الجديد وذلك انطلاقا من مقومات أربعة وهي الإنسان والحدث والزمان والمكان”.
وخلصت المحاضرة إلى القول إنه “إذا كان المكان جعل من المغرب وموريتانيا جارين لا محيد لهما عن بعضهما البعض، فليكن هذا المكان عامل قوة لصنع الحاضر والمستقبل باستلهام من ماضي فيه من خصائص التوحد والتآخي الشيء الكثير”.
وقد تتبع هذه المحاضرة ثلة من الوزراء والسفراء السابقين وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بنواكشوط والأساتذة الجامعيين والباحثين ورجال الإعلام والطلبة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذة ماجدة كريمي، توجد حاليا في نواكشوط في إطار التعاون القائم بين شعبتي التاريخ لمستوى الماستر بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وجامعة نواكشوط، حيث ألقت سلسلة من المحاضرات حول ” تجارة القوافل عبر الصحراء”.
مملكتنا .م.ش.س