مــحـــمـــد الـــســـادس عاهل المملكة المغربية الشريفة

الخميس 26 فبراير 2015 - 14:15

الملك الـثالث والعشرون من ملوك الدولة العلوية التي تحكم المغرب منذ منتصف القرن السابع عشر، وثالث ملوك المغرب منذ الاستقلال بعد جده محمد الخامس ووالده الحسن الثاني ، فتح ملف المصالحة مع ماضي انتهاكات ما يعرف بـ”سنوات الرصاص” عبر هيئة الإنصاف والمصالحة.

المولد والنشأة: ولد محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف العلوي (الملك محمد السادس) يوم الأربعاء 21 غشت 1963، في الرباط.

تزوج في 12 يوليوز 2002 من سلمى بنّاني التي حملت لقب الأميرة لاله سلمى، وله ولد وبنت: الحسن وخديجة.

التكوين والدراسة: في سنّ الرابعة ألحقه والده الملك الحسن الثاني بالمدرسة القرآنية في القصر الملكي، ثم حصل عام 1973 على شهادة الدراسات الابتدائية، وتابع دراسته الثانوية في المدرسة المولوية (مدرسة الأمراء) ونال شهادة البكالوريا عام 1981.

نال عام 1985 شهادة البكالوريوس في الحقوق من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، وأنجز بحث تخرج بعنوان “الاتحاد العربي الأفريقي وإستراتيجية المملكة المغربية في ميدان العلاقات الدولية”.

حصل عام 1987 على الشهادة الأولى للدارسات العليا في العلوم السياسية بامتياز، وفي السنة التالية نال دبلوم الدراسات العليا لدكتوراه في القانون العام.

حصل يوم 29 أكتوبر 1993 على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة “نيس صوفيا أنتيبوليس” بفرنسا بميزة “مشرف جدا” مع تهاني لجنة المناقشة، عن أطروحته “التعاون بين السوق الأوروبية المشتركة واتحاد المغرب العربي”.

منحته جامعة جورج واشنطن درجة الدكتوراه الفخرية في يونيو 2000، يتقن الملك محمد السادس الفرنسية والإسبانية والإنجليزية، فضلا عن العربية.

 الوظائف والمسؤوليات: أوفده والده الحسن الثاني مبعوثا ممثلا له إلى قادة دول عربية وغربية بمناسبات مختلفة، وكانت أول مهمة رسمية قام بها إلى الخارج بتاريخ 6 أبريل 1974، إذ مثل والده في القداس الديني بكاتدرائية “نوتردام” بباريس، إثر وفاة الرئيس الفرنسي الراحل جورج بومبيدو.

كما ترأس الوفود المغربية المشاركة في أعمال مؤتمرات دولية وجهوية عديدة، منها القمة السابعة لدول عدم الانحياز المنعقدة في نيودلهي في 10 مارس 1983، واجتماع لجنة المتابعة المنبثقة عن منظمة الوحدة الأفريقية الخاصة بالصحراء في أديس أبابا يوم 21 سبتمبر 1983وغيرها من الوفود.

وترأس لجانا وتظاهرات وطنية ودولية كثيرة، من قبيل افتتاح أعمال المؤتمر الوزاري “للكات” في مراكش 12 أبريل 1994.

التجربة السياسية: تولى الحكم واعتلى عرش المغرب يوم 23 يوليوز 1999، إثر وفاة والده الملك الحسن الثاني، وتمت البيعة له في القصر الملكي بمدينة الرباط.

ألقى في 30 يوليوز 1999 أول خطاب للعرش، واعتمد ذلك اليوم تاريخا رسميا للاحتفال بعيد العرش.

بالإضافة إلى منصبه كملك للبلاد، يتولى محمد السادس منصب القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، كما كان قد عُين عام 1985 -لما كان وليا للعهد- منسقا لمكاتب ومصالح القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.

التوجه في الحكم: أعلن في بداية حكمه عن المفهوم الجديد للسلطة والقرب من المواطنين وهمومهم، وأقال رجل الملك الحسن الثاني القوي وذراعه الأيمن وزير الداخلية إدريس البصري.

فتح باب المصالحة مع الماضي، وسمح للمتضررين مما يعرف بـ”سنوات الرصاص” وماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالحديث عن تلك المرحلة ومآسيها، وأنشأ الهيئة الوطنية للإنصاف والمصالحة سنة 2003 للتعويض المادي وجبر الأضرار.

اهتم بالقضايا الاجتماعية واحتياجات المواطنين البسطاء من خلال “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”.

اتبع نهجا مختلفا عن والده في حلِّ النزاع على الصحراء، وطرح مشروع الحكم الذاتي الموسع كحل سياسي لنزاع طال أمده.

بعد خلافات في المجتمع المغربي حول تعديل مدونة الأحوال الشخصية وما عرف بـ”خطة إدماج المرأة في التنمية”، شكل لجنة ملكية استشارية صاغت مدونة للأسرة لقيت قبولا واسعا.

استمرّ في سياسة إدماج الإسلاميين في الحياة السياسية ورفض خيار الاستئصال والإقصاء الذي انتهجته بلدان مجاورة، وخفف القبضة الأمنية عن جماعة العدل والإحسان المعارضة رغم بقائها في دائرة الحظر القانوني.

عقب اندلاع ثورات الربيع العربي وخروج “حركة 20 فبراير” إلى الشارع المغربي للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد والاستبداد، طرح في خطاب يوم 9 مارس 2011 مشروع تعديل الدستور تعديلا شاملا من خلال لجنة موسعة وعرضه على استفتاء شعبي، وهو ما تم يوم الأول من يوليوز   2011.

تضمن الدستور الجديد تقاسم السلطة بين الملك ورئيس الحكومة، وإضافة الديمقراطية كثابت من الثوابت إلى جانب الإسلام والملكية والوحدة الترابية، وربط المسؤولية بالمحاسبة وتوسيع صلاحيات البرلمان، وغيرها من التعديلات التي فتحت الباب لتحول ديمقراطي في إطار النظام الملكي.

الجوائز والأوسمة: تلقى الملك محمد السادس عشرات الأوسمة والجوائز والميداليات من دول عربية وأجنبية، ومن مؤسسات ومنظمات دولية وغير حكومية.

منها جائزة الجمعية الدولية للرياضة دون عنف في 11 سبتمبر/أيلول 1983، والحمالة الكبرى للجمهورية التونسية في غشت 1987، والجائزة الفخرية “من أجل غرناطة 1999”.

تسلم جائزة “عبد الرحمن الداخل” من بلدية ألمونيكا بإسبانيا في 27 نوفمبر 2000 وهي جائزة تسلم لكبار الشخصيات التي تقوم بمجهودات من أجل توطيد العلاقات العربية الأوروبية.

كما وشح الملك محمد السادس بالحمالة الكبرى للاستحقاق الوطني بالكاميرون والغابون والنيجر وغيرها من الدول الأفريقية، وبالحمالة الكبرى لوسام ليوبولد ببلجيكا، ووسام “كروزيرو دو سول”، أرفع وسام برازيلي يمنح لكبار الشخصيات الأجنبية، في 26 نوفمبر 2004 بالإضافة إلى أوسمة أخرى.

مملكتنا .م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الخميس 8 سبتمبر 2022 - 15:49

شخصيات دينية اسلامية ومسيحية تشيد بالدور الرائد لجلالة الملك في الدفاع عن الطابع الخاص لمدينة القدس

الأربعاء 3 أغسطس 2022 - 18:48

العرائش .. توزيع إعانات مالية على أصحاب المنازل المتضررة من حريق غابة جبل العلم

الخميس 28 يوليو 2022 - 11:08

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

الثلاثاء 19 يوليو 2022 - 08:57

البرلمانية زينب امهروق توصل معاناة 60 أسرة من ساكنة عيون ام الربيع المتضررين من عدم ربطهم بالشبكة الكهرباء