زيارة العمل والصداقة التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، للكوت ديفوار، تعد تجسيدا آخر للدينامية التي أضفاها جلالة الملك على التعاون القائم بين الرباط وأبيدجان في مختلف المجالات.
أكد سفير المملكة المغربية بالكوت ديفوار السيد مصطفى جباري، أن زيارة العمل والصداقة التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، للكوت ديفوار، تعد تجسيدا آخر للدينامية التي أضفاها جلالة الملك على التعاون القائم بين الرباط وأبيدجان في مختلف المجالات.وأوضح السيد جباري في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الزيارة الملكية الميمونة، المندرجة في إطار جولة إفريقية تشمل، أيضا، كلا من السينغال وغينيا بيساو والغابون، تعكس استمرارية جهود جلالته الرامية إلى إرساء أسس تعاون جنوب- جنوب مع البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة، بما يعود بالنفع على الجميع.
وذكر السفير في هذا السياق، بالزيارتين اللتين قام بهما جلالة الملك للكوت ديفوار سنتي 2013 و2014، واللتين أسس خلالهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الإيفواري السيد الحسن وتارا لتعاون “مضطرد” و”نموذجي” بين بلدين شقيقين وصديقين منذ زمن بعيد.
وفي هذا الصدد، سلط السيد جباري الضوء على الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية الكوت ديفوار السيد الحسن وتارا للمغرب يومي 20 و21 يناير الماضي، وذلك بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن هذه الزيارة كللت بالنجاح على ضوء التوقيع على أربعين اتفاقية بين البلدين، بما من شأنه تعزيز الترسانة القانونية التي يقدر تعدادها بأزيد من 80 اتفاقية.
وأضاف أن زيارة العمل والصداقة التي سيقوم بها جلالة الملك للكوت ديفوار، كفيلة بإعطاء دفعة جديدة للشراكة “الإستراتيجية” و”النموذجية” القائمة بين البلدين، لاسيما عبر إطلاق مشاريع تنموية من قبيل إنجاز قرية للصيادين بلاهو الكبير “غراند لاهو” (على بعد نحو 150 كلم من أبيدجان)، وإطلاق أشغال تهيئة بحيرة “كوكودي”، وكذا بناء مركز للتكوين المهني في مجالات مختلفة.
وأشار السيد جباري إلى أنه، وخلال الزيارة التي سيقوم بها جلالة الملك للكوت ديفوار، سيتم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون والشراكة بين البلدين.
من جهة أخرى، أبرز الدبلوماسي المغربي الجهود التي يبذلها المغرب في إطار التعاون جنوب- جنوب سعيا إلى تمكين القارة الإفريقية، العزيزة على قلب جلالة الملك، من تحقيق النمو في مختلف المجالات.
وقال السيد جباري إن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومنذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، عقد العزم على مصاحبة التنمية السوسيو- اقتصادية للبلدان الإفريقية الشقيقة. وهكذا، ما فتئ جلالته يطور علاقات المغرب مع هذه الدول الشقيقة والصديقة، وذلك من خلال مختلف المشاريع التي يتم تدشينها أو إطلاقها”.
وعلى المستوى السياسي، أوضح السفير أن العلاقات التي تجمع الرباط بأبيدجان هي علاقات “ممتازة”، بالنظر إلى أن الكوت ديفوار تعد من بين الدول التي تساند دوما موقف المغرب بخصوص قضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن هذا البلد “يعمل أيضا عبر مشاركته داخل المنظمات الدولية على التنسيق مع الوفود المغربية من أجل توحيد المواقف”.
وأشار في معرض حديثه عن الشأن الديني، إلى التعاون القوي القائم بين المغرب والكوت ديفوار في هذا المجال، مستدلا بإرسال 75 من الطلبة الأئمة الإيفواريين للتكوين في المغرب بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الذي دشنه جلالة الملك في 27 مارس الماضي.
وفي المجال الاقتصادي -يضيف الدبلوماسي المغربي – تجدر الإشارة إلى أن “السنوات الأخيرة، ومنذ تبلور استراتيجية جلالة الملك الرامية إلى إحداث شراكات رابحة- رابحة مع الكوت ديفوار، لاحظنا توافد عدد من المستثمرين المغاربة الراغبين في مصاحبة هذا البلد في جهوده من أجل البناء وتحقيق التنمية والإقلاع الاقتصادي”.
وقال “إن الأمر يتعلق بفاعلين اقتصاديين مغاربة كبار يتوافدون على الكوت ديفوار، استجابة لنداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، من أجل انخراط قوي للقطاع الخاص والمساهمة في تنفيذ الإستراتيجية الملكية على مستوى القارة الإفريقية”.
وفي السياق ذاته، أكد السيد جباري أن “التمثيلية الدبلوماسية للمغرب بالكوت ديفوار تتفق مع الهيئات المعنية حول بلورة برامج تجعل المبادلات بين البلدين ترقى إلى مستوى العلاقات السياسية والروابط المتميزة والعميقة القائمة بين قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الإيفواري فخامة السيد الحسن وتارا.
مملكتنا.م.ش.س