رد مغربي ودولي حاسم على الانفصاليين في ‘كرانس مونتانا’ نحو التحول إلى قطب تنموي في أفريقيا

الأحد 15 مارس 2015 - 10:48

إعتراف دولي جديد بنجاح المقاربة المغربية في التعامل مع قضايا التنمية الداخلية وتفعيل التواصل الشامل مع الدول الأفريقية.

شكّل منتدى “كرانس مونتانا”، الذي انعقد بمدينة الداخلة المغربية، بين 12 و14 مارس الجاري، مناسبة مثالية لإبراز الطابع متعدد الأبعاد للاستراتيجية المغربية الأفريقية، التي لقيت مباركة دولية.

ونجح المنتدى، الذي اختتم أعماله أمس السبت، وكان شعاره “أفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب جنوب”، في أن يقدّم دليلا ملموسا على صدق النوايا المغربية فيما يتعلّق بالتنمية الداخلية وأيضا التنمية الافريقية والتعاون جنوب جنوب.

وقال محمد بودن، رئس المركز الدولي لتحليل المؤشرات العامة في المغرب، في حوار مع “العرب” إن “المغرب باحتضانه لمؤتمرات وفعاليات دولية كبرى، على غرار منتدى “كرانس مونتانا”، يكون قد عزز من فاعليته على المستوى الدبلوماسي مع جميع الدول، وخاصة الأفريقية، فهذا المنتدى هو عبارة عن آلية تشكيل وإدارة العلاقات الدولية وتعزيز مكانة المغرب على الصعيد الدولي والإقليمي، من أجل تحقيق الأمن والسلام، ومدينة الداخلة تعتبر بمثابة منصة للتنمية بين أفريقيا والساحل والصحراء وأيضا الاتحاد المغاربي والاتحاد المتوسطي”.

وإذا كانت دورة الداخلة كرّست نجاح الاستراتيجية الوطنية والأفريقية المغربية، فإنها كشفت مكامن الخلل والجهات التي تعطّل تحقيق تقدّم في ملف قضية الصحراء المغربية من جهة وأيضا على مستوى تفعيل التعاون بين دول القارة الأفريقية بما يساهم في تنميتها اقتصاديا واجتماعيا ودينيا، لتكون قادرة على التصدّي لمحاولات المتشدّدين والجهاديين العبث بأمنها.

واعتبر محمد بودن، أن المغرب يتحرك في عمقه الاستراتيجي، ويرهق الخصوم وخصوصا الجزائر والبوليساريو لعدة أسباب، أولا لأن التنمية البشرية والنمو الاقتصادي وتوطيد الروابط الروحية واستتباب الأمن، أصبحت تشكل أهم الركائز المغربية إزاء القارة السمراء، وثانيا فالداخلة أصبحت نموذجا ومثالا للتنمية بالمغرب وأفريقيا برمتها.

وتابع أن “عدم تواجد المغرب في الاتحاد الأفريقي لا ينفي عنه صفته الأفريقية، والمغرب ساهم في استقلال مجموعة من دول القارة ويساهم روحيا في تكوين أئمة مجموعة من هذه الدول، لأن دور المغرب هو دور تاريخي روحي اقتصادي سياسي وأمني”.

بدوره، أشار عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إلى أن انعقاد منتدى “كرانس مونتانا” بالداخلة يعطي نموذجا لباقي الدول الأفريقية لتبتعد عن الصراعات والخلافات وتنهج نهج السلم والبناء والتكامل في إطار من الاحترام المتبادل.

ويؤكّد موقف التويجري، تصريحات وإشادات مختلف المسؤولين الغربيين والأفارقة، على غرار بيير دومينيكو غارون، مؤسس مجموعة التفكير “إل كومينيكاتور إيطاليانو”، ورئيس الوفد الايطالي في المنتدى، الذي اعتبر أن “الالتزام الدائم للمغرب لصالح الحوار والسلم يبرر بما فيه الكفاية اختيار مدينة الداخلة لاحتضان أشغال هذا المنتدى”. وأضاف غارون “المغرب على غرار إيطاليا وبلدان أخرى، له ثوابت دستورية ودينامية اجتماعية لا تقصي أحدا وتضمن حرية التعبير لكل فرد، مما يجعل المغرب يسير في طريق الديمقراطية بحماس وثبات”.

نفس التوجه يؤكده زميله رئيس المعهد الإيطالي لآسيا والمتوسط (إيجياميد) والسيناتور السابق، جيان غويدو فولوني والقس الأميركي جيسي جاكسون ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة، فيليب دوست بلازي، الذين أكدوا أن منظمي منتدى “كرانس مونتانا” أصابوا حين اختاروا مدينة الداخلة، في قلب الصحراء المغربية، رغم محاولات الجزائر وجبهة البوليساريو لإفشال ذلك. وشدّد الخبراء على أن “دور المغرب أساسي في التحولات الجيوسياسية بالمنطقة وسياسته تعد نموذجا في مجال تحقيق التعاون جنوب- جنوب”.

ووصف، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، فيليب دوست بلازي، الرسالة التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس للمشاركين في منتدى “كرانس مونتانا” بـ”المتبصرة”. وقال بلازي إن عناصر كثيرة من رسالة الملك محمد السادس استوقفته، ولا سيما تلك المتعلقة بالسياسة الأفريقية للمغرب التي ترتكز على “مقاربة شمولية ومندمجة وإدماجية ترمي إلى النهوض بالسلم والاستقرار”. وأضاف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أن تحقيق الاستقرار والسلم يتطلب ما أسماه “عولمة التضامن”. وأبرز في هذا الصدد أن عولمة التضامن لا تتوقف على رجال الأعمال، وإنما على رجال السياسة، مشددا على أهمية النهوض بالبعد التضامني للتعاون لتجاوز الهوة الاقتصادية.

أما رئيس الحكومة الإسبانية السابق، خوس لويس رودريغيز ثاباتيرو، فقد تبيّن له، بوضوح الفرق بين من بيني ومن يهدم، من خلال موقف الذي تعرّض له، حين نسبت إليه وكالة الأنباء الجزائرية تصريحات حول منتدى كرانس مونتانا لم ينطق بها بتاتا، معبرة عن امتعاضها من هذا اللقاء الدولي، الذي يراد له أن يكون شعارا لازدهار الأقاليم الجنوبية للمملكة، ورمزا للتعددية والدفاع المستميت عن قارة أفريقية أكثر تفاؤلا بالمستقبل.

وحضور خوسي لويس ثاباثيرو، في منتدى العالمي لحقوق الإنسان قبل شهور، وفي منتدى الداخلة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، هو حضور يعكس بجلاء علاقة الصداقة التي تربطه بالمغرب، وهذا يعكس اقتناع هذا الرجل بمصداقية الطرح المغربي وبالدور المغربي الأمني والاستراتيجي في شمال أفريقيا.

وقد أكد الرئيس السابق للحكومة الإسبانية أن جميع المبادرات المخصصة لتعزيز التعاون والحوار بين الضفتين الأطلسيتين الأفريقية والأوروبية تكتسي أهمية كبيرة، مشيرا إلى فرص التنمية والتعاون التي يتيحها منتدى “كرانس مونتانا”. وقال ثاباتيرو إن هذا الحدث الذي شاركت فيه شخصيات من جهات العالم الأربع، مناسبة لمناقشة القضايا التي تسائل الإنسانية، والنهوض بالتقارب والتفاهم بين الثقافات والحضارات عبر آلية الحوار.

رودريغيز ثاباتيرو دعا خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى إلى عالم متضامن تكون فيه الكرامة والحرية مضمونتين لجميع البشر، مؤكدا أنه يتعين على صناع القرار والمثقفين في جميع دول العالم العمل من أجل تحقيق التقارب بين الثقافات والحضارات عبر تفكيك “الحدود الافتراضية” التي تعرقل التفاهم والاحترام بين مختلف الشعوب والحضارات.

إنعقاد منتدى كرانس مونتانا بالداخلة يعطي نموذجا لباقي الدول الأفريقية لتنهج نهج السلم والبناء والتكامل

 مملكتنا .م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 09:08

طقس الأربعاء .. نزول زخات رعدية مصحوبة ببرد وهبات رياح الأطلس الكبير وداخل الأقاليم الصحراوية

الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 - 09:13

طقس الثلاثاء .. نزول زخات رعدية محلية فوق كل من مناطق الريف، والأطلس المتوسط  

الإثنين 16 سبتمبر 2024 - 08:35

طقس الاثنين .. نزول زخات مطرية بهذه المناطق من المملكة

الأحد 15 سبتمبر 2024 - 11:07

المغرب .. اعتماد استراتيجية جديدة لتطوير التمويل المناخي في أفق سنة 2030 (وزارة)