عبر اليهود المغاربة دائما على تشبتهم بالروابط القوية التي تجمعهم بالمغرب، بلدهم الأم، وبالملك محمد السادس، مشددين على أن الصحراء تشكل جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي، وأنهم يبذلون كل ما في وسعهم لتأكيد ذلك إلى الدول والحكومات.
الوجود اليهودي بالمغرب قديم، ويرجح عدد من الدراسات أن قدومهم جاء في أعقاب خراب الهيكل الأول في عام 586 ق.م، وتوالت بعد ذلك الهجرات. وكانت أقواها تلك التي جاءت بعد ظهور علامات النفي والترحيل والطرد لليهود والمسلمين من الأندلس في 1492 والبرتغال في 1497. ويوجد نحو 36 معبدا يهوديا في المغرب وعدد هام من الأضرحة والمزارات اليهودية في مختلف المناطق المغربية أشهرها في فاس (كنيس دنان)، الصويرة، وزان، مراكش، تارودانت، صفرو، وجدة وتطوان.
في سنة 1976 قررت الحكومة المغربية عدم إسقاط الجنسية المغربية عن اليهود المغاربة الذين هاجروا في المراحل السابقة، وبذلك يمكنهم العودة إلى بلدهم متى شاؤوا باعتبارهم مواطنين مغاربة .
غداة إجراء وفدٍ رفيعٍ منها زيارة إلى المغرب، أبدت لجنَة اليهود الأمريكية، موقفًا لصالح المغرب في قضيَّة الصحراء، بالإعراب عنْ دعمها لوحدَة المغرب الترابية، في خضمِّ العملية السياسية الجارية برعاية الأمم المتحدَة للتوصل إلى حلٍّ متوافق بشأنهِ، مؤكدة التشبث بمغربيَّة مدينتَيْ سبتة ومليليَّة اللتين لا تزلان خاضعتين للسيطرة الإسبانيَّة.
الهيئة التي التقتْ رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في وقتٍ سابق، إلى جانب ممثلِي الطائفة اليهوديَّة في المغرب، على رأسهم، سيرجْ بيردوغُو، أشادت بالمغرب وبالملكِ محمدٍ السَّادس، بالنظر إلى “كون المملكة أحد كبار المدافعِين عن الاعتدال في العالم”، بحسب بيانٍ منْ الهيئة، أشار إلى الأزمات العقائدية التي تستعرُ في العالم.
الهيئة أضافتْ أنَّها تدعمُ إقرار نظام للحكم الذاتِي في أقاليم المملكة الجنوبية، يضعُ حدًّا لنزاع الصحراء، تحت سيادة المغرب، مشيدِين بالدور الذِي يضطلعُ به المغرب في محاربة التطرف، “ومساهمته في تحقيق السلم والازدهَار بالمنطقَة”.
وتحدث المسؤُول الكبير في لجنة اليهُود الأمريكية، جاسُون إيساكسُون، عنْ كون المغرب نموذجًا للدفاع عن الاعتدال والاضطلاع بدور حيوي، في خضم الاضطرابات التي يعرفها العالم العربِي، منذُ أربع سنوات، بعد الربِيع العربِي، وأذكت النعرات الدينية والمذهبية.
في المنحَى ذاته، أوردت اللجنة أنَّه تؤكدُ دعمها لدخُول المغرب في التحالف الدولِي الذِي تقودهُ الولايات المتحدَة ضدَّ تنظِيم “الدولة الإسلاميَّة” الإرهابِي، قائلة إنَّها حرصتْ أيضًا على زيارة تونس لخامس مرة منذُ الربيع العربي، حيث شددتْ على دعم الولايات المتحدَة والاتحاد الأوروبي للبلاج، على مختلف الأصعدة، وبما يكفلُ أمنهَا واستقرارهَا.
وكان تبعاتُ “الربِيع العربِي” قدْ أذكَتْ تخوفاتٍ لدَى الطوائف اليهوديَّة في عددٍ من دُول المنطقة، إثر التغيرات السياسية والقلاقل الأمنيَّة، حيثُ لا يزالُ يعيشُ ألف وخمسمائة يهودِي في تونس، أغلبهم في منطقتيْ جربة وزرزيسْ، فيما يحتضنُ المغرب أكبر عدد منْ اليهود في المنطقة المغاربة، يصلُ إلى 3 آلاف، أغلبهم بالدَّار البيضَاء.
وتعدُ لجنَة اليهُود الأمريكية التي تأسستْ سنة 1906 إحدى الهيئات التي تتحركُ للدفاع عنْ حقوق اليهود حول العالم، وتتحركُ بصورة فاعلة خارج الولايات المتحدَة، انطلاقًا منْ مقرهَا في مدينة نيُويوركْ، كما يراهنُ المغرب الذِي سبقَ أنْ رفض على عهد الراحل محمد الخامس، تسليم يهُوده لفيشي، على الطائفة لدعم موقفه في الخارج، على بعد أسابيع من عرض ملف الصحراء في مجلس الأمن.
الهيئة أضافتْ أنَّها تدعمُ إقرار نظام للحكم الذاتِي في أقاليم المملكة الجنوبية، يضعُ حدًّا لنزاع الصحراء، تحت سيادة المغرب، مشيدِين بالدور الذِي يضطلعُ به المغرب في محاربة التطرف، “ومساهمته في تحقيق السلم والازدهَار بالمنطقَة”.
مملكتنا .م.ش.س