رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي مكن المملكة من المحافظة على إستقرارها وتماسكها الاجتماعي، ومن تعزيز تنميتها المتعددة الأشكال والمتعددة القطاعات.
قدم يوسف العمراني، مكلف بمهمة بالديوان الملكي، في إطار الدورة العاشرة لمعرض بروكسيل، المنظم من طرف مؤسسة “جرمن مارشال فاوند أوف يونايتد ستايتس”، عرضا تمحور حول تفرد المغرب في ظل سياق إقليمي عربي ومغاربي جد مضطرب.
وأكد العمراني، خلال مداخلته السبت حول موضوع “النزاعات والفوضى في الشرق الأوسط الجديد وشمال إفريقيا”، إلى جانب نادر الحريري، مدير مكتب سعد الحريري سابقا، زعيم تيار المستقبل ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق، ومحمود جبريل، رئيس تحالف القوى الوطنية في ليبيا، أن بؤر عدم الاستقرار لا تهدد المنطقة فقط، ولكنها تهدد أوروبا أيضا، بل ومجموع المنطقة المطلة على المحيط الأطلسي.
وتم تسليط الضوء على المصادر الملازمة لهذه الصراعات المتعددة والمتنوعة، والتي يتقاطع فيها الإحباط الاجتماعي مع انتشار الأسلحة وكذا التطرف المستشري في صفوف الشباب المحبطين.
وأبرز العمراني خصوصيات المسار المتبع من طرف المغرب، في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي مكن المملكة من المحافظة على استقرارها وتماسكها الاجتماعي، ومن تعزيز تنميتها المتعددة الأشكال والمتعددة القطاعات.
ودعا الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية سابقا إلى بلورة مبادرات مشتركة مع مختلف الشركاء المتوسطيين والأطلسيين من أجل مواجهة التهديدات الأمنية الحالية وتحقيق الازدهار المشترك، باعتباره السبيل الوحيد لضمان حياة كريمة للساكنة، واحتواء انتشار ظاهرة الإرهاب الدولي.
وفي هذا الصدد، ذكر العمراني بأن المغرب، وطبقا للرؤية الملكية في هذا المجال، ما فتئ يدعو إلى مبادرة شاملة تتمحور حول أربعة مستويات: المستوى السياسي، من خلال تطوير القدرات الذاتية للدول عبر إدماج كافة القوى الحية في الحوار، وعلى الصعيد الاقتصادي، من خلال تشجيع خلق فرص الشغل بغية النهوض بالتنمية البشرية المنصفة، وعلى المستوى الأمني، من خلال مكافحة متعددة الأبعاد للإرهاب والتطرف، وعلى الصعيد الإنساني، من خلال النهوض بالقيم العقائدية والثقافية.
وخلص العمراني إلى دعوة الشركاء الأوروبيين إلى اتخاذ مبادرات فعالة في مجال التعاون الاقتصادي والاجتماعي، في إطار سياسة جوار متجددة ومبتكرة ومربحة لجميع الأطراف، مشددا على أن أمن أوروبا وازدهارها يمر عبر تحقيق الاستقرار والتنمية في جنوب المتوسط.
ويعد منتدى بروكسيل موعدا سنويا رفيع المستوى يجمع نخبة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والمفكرين الأكثر تأثيرا في العالم من أجل التفكير في سبل رفع التحديات الملحة التي تواجه دول ضفتي الأطلسي.
ويشكل هذا اللقاء فرصة للمشاركين، وخصوصا رؤساء الدول والمسؤولين الساميين والمؤسسات الأوروبية والنواب الأوروبيين وأعضاء الكونغرس الأمريكي، من أجل تعميق التعاون بين الدول المطلة على المحيط الأطلسي بشأن التحديات العالمية الجديدة مثل الأزمة المالية العالمية والتحولات المناخية والأمن الطاقي، والمساهمة في بلورة أجندة جديدة للدول المطلة على الأطلسي تأخذ بعين الاعتبار تطور الأوضاع على الصعيد العالمي والتحديات الجديدة التي تتهدده.
مملكتنا .م.ش.س