شكلت الأنشطة الفنية والثقافية خلال سنة 2014، أحد الأوجه البارزة على صعيد الحياة العامة بآسفي، مما يعتبر برأي عدد من المتتبعين والفاعلين قفزة نوعية تضافرت فيها عوامل بنيوية وبشرية أدت إلى دخول أسماء محلية عالم الشهرة على إثر إحراز جوائز ذات طابع دولي في مجال الفكر والآداب. فعلى المستوى الكمي سجلت المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة استقطاب المدينة خلال الموسم الثقافي 2013/ 2014 لأزيد من 100 شخصية من مشارب فكرية وفنية مختلفة وكذا من الجمعيات والفرق الفنية والمؤسسات الحكومية مبرزة أن عدد المستفيدين من الأنشطة المنظمة، حسب تقديرات عامة فاق أربع مائة ألف مستفيد.
وتتوزع هذه الأرقام حسب عدد أيام وشهور السنة ونوعية الأنشطة التي احتضنتها بالخصوص كل من مدينة الفنون والرابطة الفرنسية والخزانة الجهوية والمقهى الأدبي، حيث تزداد أعداد المستفيدين خلال أيام المهرجانات الوطنية أو الجهوية كما هو الشأن بالنسبة لمهرجان الضحك ومهرجان العيطة والأسبوعين الوطني والعالمي للمسرح والمعرض الجهوي للكتاب واليومين الوطني والعالمي للشعر. وعلى مستوى مضمون هذه الأنشطة اعتبر الكاتب والمؤرخ الجهوي إبراهيم كريدية، الذي له العديد من الإصدارات في مجال التاريخ المحلي، أن هذا الإقليم يحق له ان يحمل خلال سنة 2014 لقب “الإقليم الثقافي” موضحا أن السنة المنقضية عرفت حركة ثقافية دائبة بالمدينة تميزت بتنظيم أنشطة ثقافية وفنية ذات إشعاع واسع على المستوى الجهوي والوطني.
وأكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الفضاءات الثقافية بالمدينة شهدت طيلة الشهور الماضية توافدا كبيرا من طرف المتتبعين سواء على صعيد الأنشطة المتعلقة بالإبداع الشعري والزجل والقصة والرواية والتشكيل والموسيقى إلى جانب البحث العلمي التاريخي والتربوي والاجتماعي والحقوقي.
وقال إن عددا من الأسماء ساهمت بعطاءاتها في الميدان، منهم من حصل على جوائز أو احتل مراتب متقدمة في بعض المسابقات العربية والدولية، كما هو الحال بالنسبة للروائي عبد الرحيم لحبيبي في جائزة “البوكر” والأديب عبد الرحيم العطاوي الذي حصل على الرتبة الثانية في جائزة بوشكين للترجمة بروسيا.
وأبرز كريدية المكانة التي تحتلها مدينة آسفي في مجال الإصدارات والدراسات في تخصصات مختلفة، أغلبها من إنتاج جمعيات ثقافية ومنها على الخصوص “جمعية آسفي للبحث في التراث الديني والتاريخي والفني” التي أنتجت حتى الآن ما يقرب من مائة كتاب.
وأشار إلى احتضان المدنية لندوات ولقاءات وطنية متميزة في تخصصات مختلفة منها تنظيم أول ندوة تبحث في “الذاكرة التاريخية وواقع البحث التاريخي المحلي” في شهر يونيو الماضي بالإضافة إلى الإشعاع الذي حققه معرض آسفي الجهوي للكتاب، الذي شكل مجالا لعرض عدد من الأعمال أنجزها مؤلفون من المدينة والإقليم، وذلك فضلا عن اللقاءات والمحاضرات والمسابقات الثقافية والفنية التي واكبت أيام المعرض. وفي شهادة للروائي عبد الرحيم لحبيبي، الذي صنفت روايته الجديدة “تغريبة العبدي” في القائمة القصيرة لجائزة “البوكر” العالمي للرواية العربية لسنة 2014 ، أن هذه السنة تعد سنة ثقافية بامتياز بالنسبة لمدينة آسفي بالنظر إلى الأنشطة الثقافية المتنوعة التي احتضنتها المدينة. وقال إن هذه الأنشطة أبرزت المكانة والأهمية التي يعطيها المثقف لآسفي رغم بعده عن المراكز الثقافية المعروفة مشيدا باتساع ظاهر اقتناء الكتب أيام المعرض الجهوي للكتاب وغنى البرامج والندوات المرافقة له والتي تابعتها فعاليات وشرائح مختلفة.
واستدل على ذلك بعدد الأمسيات التي خصصت لتكريم وجوه من عالم الفن والثقافة وحفلات توقيع إصدارات بالإضافة إلى المعارض التشكيلية واللقاءات الشعرية.
مملكتنا .م.ش.س