دور المغــــرب الإستخباراتي ورقة رابحة في التفاوض حول الصحــــــــراء
- يلعب المغرب دورا محوريا في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، إلى جانب مشاركته دوليا وإقليميا في محاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، كما أن للمملكة المغربية حضورا وازنا في التعاون الدولي وتبادل المعلومات لمواجهة هذه التهديدات، وهي ورقة رابحة تملكها المملكة في تفاوضها في ملف قضيتها الوطنية: قضية الصحراء.
يرى محللون أن المغرب يبذل جهودا حثيثة لمنع أي تحرك للأمم المتحدة أو لشركائه مناقض لموقفه من ملف الصحراء المغربية، مستثمرا في ذلك دوره الأساسي في مكافحة الإرهاب.
واعتبر عبداللطيف وهبي نائب رئيس مجلس النواب المغربي، في تصريح لـ”العرب” أن “ضمان استقرار المنطقة مقترن بالدرجة الأولى بحل قضية الصحراء، نظرا للأوضاع الأمنية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، وبالتالي فتمزيق المنطقة المغاربية أو تواجد كيان وهمي لا يتوفر على سند قانوني ليس في صالح الدول التي تسعى لمحاربة الإرهاب”.
وقال وهبي إن “المغرب يشكل حارس بوابة في المنطقة المغاربية، من خلال تقديمه المعلومة الاستخباراتية للعديد من الدول الأوروبية، وتعاونه مع دول أفريقية من خلال تبادل التجارب والخبرات الأمنية في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة والهجرة السرية، وبالتالي فالمغرب كان فاعلا رئيسيا في تقديم معلومات أمنية، واستخباراتية لفرنسا وبلجيكا بشأن ‘جهاديي مولنبيك’، المدعو عبدالحميد أباعود المخطط المحوري لأحداث باريس الأخيرة”.
وأكد نائب رئيس مجلس النواب المغربي على أن المملكة المغربية تتصرف كدولة مسؤولة ومتضامنة ومنخرطة في مواجهة التهديد الإرهابي، وأن الثقة الدولية التي يحظى بها المغرب في هذا المجال يخول له التفاوض بأوراق رابحة في ملف قضية الصحراء التي هي في الأصل قضية عادلة بالنسبة للمغرب.
ويقول الصحافي إينياس دال الخبير في شؤون الدول العربية في حوار سابق مع وكالة الأنباء الفرنسية إن الأوروبيين “يحتاجون إلى تعاون وثيق مع المغرب في مكافحة الإرهاب وشهدنا على ذلك مؤخرا في المبادلات بين هذا البلد وفرنسا أو بلجيكا”.
ويضيف أن “هذا يضع المغرب في موقع قوة لتحريك أحجاره في كل الملفات التي يعالجها مع أوروبا، والصحراء المغربية على رأس أولويات المملكة”.
وزار رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال الرباط في نهاية فبراير الماضي للبحث في التعاون الأمني، بعدما عمل البلدان معا في مطاردة مشبوهين في اعتداءات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا في 13 نوفمبر 2015.
وتشهد العلاقات بين الرباط والأمم المتحدة وخصوصا الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون توترا منذ زيارته مطلع مارس لمخيم للاجئين الصحراويين في الجزائر.
ويأخذ المغرب على بان كي مون استخدامه كلمة “احتلال” لوصف الوضع في الصحراء المغربية.
وفي أحدث تطورات الملف قال متحدث باسم الأمم المتحدة، الاثنين، إن المغرب طلب من المنظمة غلق مكتب اتصال عسكري في الصحراء المغربية. ورحل العشرات من أعضاء بعثة الأمم المتحدة الدوليين في الصحراء المغربية، الأحد، بعدما طلب المغرب مغادرتهم عقب استخدام الأمين العام كلمة “احتلال” لوصف الوجود المغربي في الصحراء خلال زيارة للجزائر في الآونة الأخيرة.
وقبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الخميس، في نيويورك هدد وزير الخارجية صلاح الدين مزوار بتدابير جديدة. وأشار إلى دور المغرب في مكافحة الإرهاب وخصوصا تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول المحلل السياسي حسني عبيدي من جنيف إن “المغرب أصبح محاورا مفضلا في مجال مكافحة الإرهاب، لذلك لا يريد الغربيون إغضابه حول مسألة الصحراء المغربية”.
ويرى إينياس دال أن “الأوروبيين بحاجة للتعاون مع المغاربة، وهم مستعدون لتمرير أشياء كثيرة حتى لا يثيروا غضبهم”، مشيرا إلى أن “المغاربة هم الذين يعرفون ما يحدث في المساجد الفرنسية”.
وكتبت وكالة الأنباء الأميركية “أسوشييتد بريس”، في وقت سابق، أن الأجهزة الاستخباراتية المغربية تضطلع بـ”دور مركزي” في جهود مكافحة الإرهاب بأوروبا، والرامية إلى إحباط مؤامرات المتطرفين.
وأبرزت أسوشييتد بريس، أن “الأجهزة الاستخباراتية المغربية تضطلع بدور رئيسي في الجهود المبذولة بأوروبا لإحباط المؤامرات الإرهابية، مؤكدة أن المغرب خلافا لدول أخرى في المنطقة، توجد في وضع متميز في تقديم المعلومات الاستخباراتية للحكومات الأوروبية.
وفي سياق متصل قال نوفل البوعمري الناشط الحقوقي المهتم بالشؤون الصحراوية، في تصريحات لـ”العرب” إن “المغرب له عدة أوراق تجعله في موقع قوة أثناء عملية التفاوض، وهي ورقة محاربة الإرهاب سواء خلال عملياته الاستباقية، أو من خلال التحقيقات وتقديم المعلومات مع الدول التي تتعرض للتهديدات الإرهابية”.
وأضاف “هذا الدور الاستراتيجي جعل من المغرب ومن استقراره والحرص على عدم المس بوحدته الترابية خيارا جيوسياسيا لهذه الدول، على خلاف ما تشكله المخيمات من مصدر منتج للإرهاب ومغذي له”.
وأضاف البوعمري إن “المغرب سيستعمل في ملف الصحراء كل الأوراق التي يمتلكها، وفي مقدمتها ورقة دوره الأمني، وشركائه الاستراتيجيين الأوروبيين كفرنسا وأسبانيا مع الانفتاح على ألمانيا، وتعاونه الأمني مع الدول الأفريقية”.
ويضيف “على الأمم المتحدة أن تأخذ شبكة العلاقات المغربية القوية في عين الاعتبار، ويجب الإقرار أن المغرب بلد متماسك لا يمكن الاستغناء عليه مقارنة مع ما يسمى بجمهورية البوليساريو التي تفتقر إلى مقومات الدولة القوية وإلى الشرعية”.
وأشار الناشط الحقوقي إلى ما أسماه بالوضع الخطير الذي يعيشه سكان المخيمات وإلى ارتباط بعض عناصر جبهة البوليساريو بتنظيمات مقاتلة في ليبيا ومالي .
مملكتنا.م.ش.س/عرب