مـن يحكـــــم العالــــــــــــــــــــم
تعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر قوة فى العالم لما يقرب من قرن، وليس من الغريب ألا يشهد عام 2014 أى تغير فى هذا الصدد، وعلى الرغم من تجدد التحديات الجيوسياسية من الدول مثل روسيا وإيران والتنمية الاقتصادية المستمرة فى الصين، يبدو أن اعتلاء أمريكا النظام العالمى المقلق بات أكثر أمناً فى نهاية عام 2014 عن بداية العام.
وفى عام 2014، ازدادت القوة الأمريكية رغم بعض الأخطاء فى السياسة الخارجية، ولا يوجد شىء غير عادى بشأن هذا الأمر، وفى نهاية المطاف، لا تعتمد مصادر القوة الأمريكية- الديناميكية الاقتصادية لثقافتها والميل نحو الاستثمار فى نظامها السياسى وموقعها الجغرافى الآمن وقاعدتها الغنية من الموارد الطبيعية واستقرارها الدستورى العميق- على أهواء القادة السياسيين، وغالبا ما يكون النظام الأمريكى أكثر ذكاءً وقدرة من المسئولين فى أى وقت من الأوقات.
وواصلت الولايات المتحدة فى عام 2014 خروجها من الركود بوتيرة أسرع من اليابان والاتحاد الأوروبى، فى الوقت الذى كان لطفرة الزيت الصخرى تأثير متنامى على الاقتصاد العالمى والتوازنات الجيوسياسية، وساعدت النهج الحازم لليابان حديثا وعلاقاتها المتنامية مع الهند فى كبح جماح مساعى الصين للتفوق الإقليمي، كما قوض انخفاض أسعار البترول فى الربع الأخير من العام اقتصادات روسيا وإيران.
وكما هو الحال عادة، جاءت أكبر اخفاقات السياسة الخارجية الأمريكية فى الشرق الأوسط ومن خلال الميل نحو إيران، رغم أن التوازن الإقليمى يبدو أنه يتحول بعيدا عن القوى العربية السنية، فقد فجرت الولايات المتحدة بذلك موجات من العداء والخوف بين حلفائها الإقليميين الرئيسيين، وأثبت الظهور المفاجئ لجماعة «داعش» ونهاية حكومة الرئيس الإسلامى السابق محمد مرسى فى مصر وإخفاق مساعى الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار فى حرب غزة الأخيرة المناخ الإقليمى المتغير، ورغم ذلك، لم يهدد شيئا الدور الأمريكى كأقوى دولة وأكثر القوى الخارجية فعالية فى هذه المنطقة الاستراتيجية.
مملكتنا.م.ش.س