شواطـــــئ قبـــرص الماء والخضــــرة والوجــــــه الحســــــن
- لم تكتف قبرص بأنّها من أشهر الوجهات السياحية عالميا، بل عملت جاهدة على تحديث القطاع السياحي والسير الحثيث نحو بلوغ أرقام قياسية لهذا العام ترجح بعض الأخبار قرب تسجيلها، مما سيجعل منها أفضل قبلة سياحية وأكثر جزر البحر الأبيض المتوسط استقطابا للسياح.
أفادت منظمة السياحة القبرصية أن البلاد سجلت ارتفاعا نسبته 40 بالمئة في عدد السياح الوافدين خلال مارس 2016، ما يمهّد الطريق لتسجيل سنة قياسية بالنسبة إلى هذه الجزيرة السياحية.
وقالت المنظمة إن “الزيادة الكبيرة المسجلة في مارس تظهر في مرحلة مبكرة أن هذا العام سيسجّل أكبر عدد من الوافدين في تاريخ السياحة القبرصية”.
ويقول الخبراء إن قبرص تجتذب مزيدا من السياح باعتبارها وجهة آمنة، لا سيما وأنها تعدّ واحدة من أشهر الوجهات السياحية على المستوى العالمي، نظرا لتمتعها بمناخ معتدل صيفا ومقبول شتاء، بالإضافة إلى تميزها بإطلالاتها الشاطئية المتعدّدة، وغناها بالمعالم الجغرافية الساحرة.
كما أرجعت التقارير الإخبارية بلوغ قبرص هذا المستوى المتقدم من الإقبال السياحي إلى حسن استغلال الدولة للمبلغ المالي الذي حصلت عليه في إطار خطة إنقاذ اعتمدتها لإنقاذ اقتصادها من خلال النهوض بالقطاع السياحي.
جائــــــــــزة العلـــــــم الأزرق
خاضت الدولة العديد من الحملات الترويجية والتي ارتكزت بالأساس على تمتع قبرص بالهدوء بعيدا عن زحف الإرهاب الذي طال دول الجوار، إلى جانب تسليطها الأضواء على أبرز المناطق التي يجدر بالسائح رؤيتها في البلاد.
كما ساهم أيضا حصول 56 شاطئا في قبرص هذا العام على جائزة “العلم الأزرق”، كعلامة على التزامها بالقوانين البيئية الصارمة التي تنص عليها المبادرة الدولية التي انطلقت عام 1987 ضمن فعاليات عام البيئة في أوروبا ومتواصلة إلى اليوم، في تدعيم المكانة السياحية للجزية المتوسطية، ومن بين الشواطئ القبرصية التي نالت الجائزة هذا العام نجد “بروتاراس” و”نيسيا لومباردي” و”أجيا نابا” و”خليج كونوس”.
ولعل أوّل ما يشدّ الزائر إلى قبرص، بمجرد أن تطأ قدماه أرضها، ثنائية الثقافية التي تمزج ما بين اليوناني والتركي وتجعل منها وجهة مميزة لعلماء الآثار، كما أنه يمتع النظر بما تنفرد به من جمال طبيعي يختبئ في البحر الأبيض المتوسط بوصفها ثالث أكبر جزيرة فيه.
وتحظى بهذه الثنائية التي عرفت بفضلها العاصمة “نيقوسيا” باسم “العاصمة المقسمة في أوروبا”، لأن الجزء الشمالي من المدينة تركي والجزء الجنوبي يوناني.
56 شاطئـــــــــــا في قبرص حصلت هذا العام على جائزة (العلم الأزرق)، كعلامة على التزامها بالقوانين البيئيـــــــــة
وللتمتع بروائع الجزيرة القبرصية ينصح السائح بأن يجعل “خليج كونوس” في مقدمة المواقع والمناطق التي يجب أن يتجول بها، حيث يعتبر هذا الشاطئ لدى الأهالي أجمل الشواطئ في البلاد، خصوصا وأنه على الرغم من ازدحامه بالمصطافين فإنه يوفر لزائريه ما يتناسب معهم من مشاهد تكتسب روعتها من دفء الشمس وعليل النسيم.
ثاني أكبر منطقة يقصدها السائـــــــــــــح
تعتبر “أيا نابا” التي تقع في المنطقة الجنوبية الشرقية من قبرص ثاني أكبر منطقة في العالم ارتيادا، وذلك بفضل ما تحظى به من شواطئ جميلة وأكثرها شعبية شاطئ “نيسي” الذي تتميز مياهه بالدافء وصلوحيتها لممارسة الرياضات المائية والاستحمام.
وتتميز أيا نابا بوجود ما يسمى “الساحة” والتي تعتبر أهم نقطة جذب سياحي في هذه المدينة لأنها عامرة بالمطاعم والنوادي الليلية بما في ذلك “نادي القلعة” بوصفه أكبر ناد في قبرص ووجهة من الوجهات الأكثر شعبية.
أما “ليماسول” فهي ثاني أكبر مدينة في قبرص ومحور النقل القبرصي وأكثر المدن منافسة للمناطق المجاورة في المعالم الأثرية، علما وأنها في الوقت الراهن تعتبر الجزء الرئيسي للحداثة القبرصية حيث فتحت بها جامعة قبرص للتكنولوجيا كمنطقة جذب للطلبة من كل أنحاء العالم، إلى جانب استضافة ليماسول لمهرجانين وهما أكبر كرنفال للربيع في فبراير ومارس والذي يحضره الآلاف من الزائرين، إضافة إلى مهرجان النبيذ في سبتمبر.
وتضم ليماسول بحيرة الملح التي تعد أكبر بحيرة في قبرص، وبؤرة طبيعية خلاّبة للطيور والنباتات، والوجهة الاسترخائية التي لا يمكن لزائري المدينة نسيانها. كما يمتاز ساحل ليماسول برماله النظيفة ومياهه الصافية، وتعدّد المنتجعات والفنادق فيه، ما يمنح السائح خيارات واسعة.
وتجمع “بافوس” عاصمة الثقافة في قبرص وأصغر مدينة بها، بين الامتلاء بالكثير من التراث الثقافي الغنيّ والمعماري التاريخي والمناظر الطبيعية، وبين وجود مناطق جذب رئيسية بها كمقابر الملوك والتي توجد ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية لليونسكو، إلى جانب الشلالات والأديرة الأثرية مثل “أيوس نيوفيتوس” و”بارك كاتو” وتعد المدينة أيضا موطن فندق “الجنة” الحاصل على العديد من الجوائز على الصعيد الدولي.
مملكتنا.م.ش.س/عرب