أمراء يرافقون جــلالة المـــلك حفظه الله في جولته الإفريقية
هم ثلاثة ممن تنطبق عليهم أوصاف هذا الملف، فباستثناء ولي العهد مولاي الحسن ومولاي رشيد، شقيق الملك وابن الحسن الثاني، ومولاي اسماعيل ابن عم محمد السادس، يبقى الأمراء الآخرون الذين يظهرون بجانب محمد السادس، وخصوصا في جولته الإفريقية الأخيرة، غير معروفين لدى الرأي العام اللهم من خلال صورهم: مولاي عبد الله ومولاي يوسف ومولاي ادريس. فمن هم؟ ولماذا يرافقون الملك؟ ولماذا لم يكن هذا تقليدا على عهد الحسن الثاني؟ وما هي مهامهم؟ أسئلة ضمن أخرى يجيب عنها هذا الملف.
يجلسون بالقرب من الملك محمد السادس في الدروس الحسنية الرمضانية، ويطير بعضهم رفقته في عدد من الرحلات المكوكية، لا تخطئهم عدسات الصحافيين حتى وإن تجاوزهم البروتوكول الذي لا يأتي على ذكر أسمائهم، لكنهم مع ذلك يوجدون في صلب المشهد الملكي.
مولاي عبد الله .. مولاي يوسف .. مولاي إدريس.. أمراء في الظل فقط، وأصحاب مهام في ما وراء الستار، من أقرب المرافقين للملك في بعض الأنشطة الرسمية، مثلما حدث في الآونة الأخيرة في الزيارة الملكية لإفريقيا.
مولاي عبد الله .. مولاي يوسف .. مولاي إدريس … هكذا تتم المناداة عليهم في دار المخزن، عادة لا تسبق أسماءهم كلمة »الأمير»، لأنهم ليسوا أمراء، كما يقول المستشار الملكي السابق، الراحل عبد الهادي بوطالب:»في التنظيم العائلي، الأمراء هم الذين ينتمون مباشرة لأسرة الملك، يتحدرون منه أبناء وبنات أو ينتسبون إليه إخوانا وأخوات».
ويقدم عبد الهادي بوطالب في كتابه »نصف قرن في السياسة» مثالا على هذه القاعدة، ويقول إنه لم يكن يسمع عن أخوي السلطان سيدي محمد بن يوسف، وهما مولاي إدريس خليفة السلطان في مراكش، ومولاي الحسن خليفة السلطان في تزنيت أنهما أميران، بل كانا مشهورين بالشريف أخ السلطان وخليفته مولاي إدريس بن يوسف، والشريف أخ السلطان وخليفته مولاي الحسن بن يوسف، وعندما انتقل المغرب للحياة العصرية لم يعد السلطان يحمل اسم السلطان، بل اسم ملك المغرب.
في عهد السلطان محمد بن يوسف، خاض الوطنيون معركة كبيرة رفقة السلطان، حيث كان مجرد الحديث عن ملك المغرب بدل سلطان المغرب يقود إلى السجن مباشرة لقضاء عقوبة تدوم شهرا.
ليسوا أمراء اللهم إذا أراد الجالس على العرش أن يمنحهم هذه الصفة بموجب ظهير يوقعه، حيث أصبح يحق للملك، منذ الاستقلال، أن يعطي لقب الأمير لمن يراه من الشرفاء العلويين وليس لغيرهم، ويقول عبد الهادي بوطالب مرة أخرى:»لم يسم الملك خارج الأسرة العلوية أميرا، سمى الملك محمد الخامس الأمير مولاي علي الذي لم يكن أبوه سلطانا أميرا، وسمى الأمير مولاي الحسن بن ادريس الذي لم أبوه سلطانا أميرا، وكان هذا الأخير عاملا بمكناس ووزير الشؤون الصحراوية والموريتانية في الحكومة بالرباط ولقبهما بالأميرين مجازاة لهما على موقفهما من خلال عدم مبايعتهما ابن عرفة ومن أجل تضامنهما مع السلطان ابن يوسف وذهابهما للسلام عليه وزيارة منفاه».
ليسوا أمراء ولا مستشارين، لا يرافقون الملك في اجتماعات المجلس الوزاري الذي يترأسه، حينما يصطف مستشارو محمد السادس في الجهة الأخرى من القاعة الملكية، فيما يجلس رئيس الحكومة والوزراء في الجهة المقابلة، ولا يبدو أنهم مكلفون عاديون بمهام بسيطة، كما جرى بذلك التعريف المحدد لهذا الصنف من الموظفين، إنهم بين المنزلتين، ليسوا مستشارين، لكنهم ليسوا موظفين مكلفين بمهام كما جرى بذلك العرف في القصور، ولذلك يتجاوزون حدود العادي في المهام المخزنية إلى مرافقة الملك في عدد من المناسبات الدينية والرسمية خارج المملكة.
إذا كان اختيار المستشارين يمر عبر مصفاة دقيقة من حيث المعايير، كما يقول عبد الهادي بوطالب، فكيف هي الشروط التي توضع لاختيار مرافقي الملك؟
يقول المستشار الملكي الراحل إن الملك لم يكن يختار مستشاريه إلا من الذين تقلبوا في مناصب وزارية كبرى ونجحوا فيها من بين الذين يتوفرون على التكوين السياسي لرجل الدولة، ومن المخلصين إليه وجلسائه المقربين إليه، ومن الذين يعرفونه ويعرفون توجهاته …
إذا كان الأمر هكذا بالنسبة للمستشار الملكي، فإن الأمير المرافق للملك يتأرجح بين الأنيس والرفيق للجالس على العرش وكاتم الأسرار والمعد الجيد للملفات…
مملكتنا.م.ش.س