فريد نعناع
من من جيل الستينات والسبعينات لم يطلع على القطعة التي كانت ترصع تلاوة المرحلة الإبتدائية من المقرر الدراسي والمعنونة ب ” حيلة لم تنفع ” ، تلك التي روت كيف أن أحدهم حاول التملص من أداء دين بمنتهى ذكاء لم ينفع أمام قاض كان أكثر فطنة ودهاء .
نفس الحيلة راودت السيد عادل بركات رئيس المجلس الجهوي بني ملال خنيفرة ( الأصالة والمعاصرة ) ومن يدور في فلكه من مساعديه وبادرته المسبقة في العمل اليوم الخميس 28 مارس 2024 على إرسال حافلات إلى البقاع الأربعة من الجهة إضافة لإقليم بني ملال لإستدراج الإعلاميين وصحافة الأقاليم لحضور ما أشيع وتم الإشهار له على أنه لقاء تواصلي مع الصحافة والإعلام تحت شعار ” الإعلام الجهوي دعامة أساسية للترافع من أجل تنمية جهوية مندمجة ” ولطالما إستعمل السيد بركات وسلفه على الجهة مصطلح ” الرافعة والدعامة ” في الشعارات القوية الرن لتسويق تظاهرات هي في الأصل هشة لا تتحمل وزن ريشة ، والمراد منها بلوغ ثقافة الرقص في المآثم ، علما أن السيد بركات ومن معه لم يكلف نفسه سابقا ولو لمرة واحدة عناء توفير وسائل نقل الإعلاميين من أقاليم الجهة لحضور أشغال دورات الجهة ببني ملال وأشغالها لأهمية تتبع نقط جدول أعماله من طرف الرأي العام لكل إقليم على حدة والجهوي والوطني في إطار الشفافية وحق الولوج إلى المعلومة والإطلاع على كيفية توزيع المشاريع التنموية بين الأقاليم وتواريخها وشراكاتها والأموال العمومية المرصودة لذلك .
ويأتي لقاء اليوم غير المناسباتي بناء على دعوة بملأ إستمارة تم توزيع أغلبها بالشارع العام بخنيفرة كإقليم من الجهة من طرف أشخاص جمعويون لا علاقة لهم بالصحافة وخارج أي إطار رسمي أو حتى معقول ومقبول مما يبخس العمل الصحافي ويمس بجودة مردوديته ، بل تفاجأ بعض ممثلي المنابر الإعلامية بإتصالات هاتفية نسبت لسائق الحافلة المبعوث بدون سابق إعلام لدعوتهم إلى موقع الحافلة قبل الإقلاع وكأن الأمر يتعلق بنقلة إلى سوق أسبوعي حيث تروج مختلف البضائع والسلع يحضر لها ب بضربة عصى سحرية ( كن فيكون ) .
وقد أورد من حضر ، على أن اللقاء المزعوم كونه تواصليا ، كان مخططا لأشغاله بدقة ، بحيث تم فرض ما يمكن مناقشته ، بينما تم تسييج ما منع طرحه للنقاش بسياج مكهرب سهر على فعاليته أعضاء ومنتخبون إندسوا وسط الجسم الإعلامي وتقمصوا دور شخصيات صحافية وإعلامية في سيناريو مسرحية يتحكمون في حوارها لكي يحافظوا على النقاش في حدود ما يرضي من سخرهم ، ويسيروا به لأجل حمايته في الإتجاه الذي تم تسطيره لهم ، قصد المزاحمة والتشويش على الأسئلة الجادة والموضوعية حول العديد من النقط الأساسية الموجعة في تدبير شؤون الجهة ، وأهمها التوزيع الإنتقائي لثرواتها ، والنهوض بتنمية أقاليم دون أخرى ، والكشف عن الخلل الذي يسبب حصد الأرواح في حوادث السير على طرقات مهترئة ببعض الأقاليم التي تتوسطها مهرجانات سنوية تستنزف الملايير تقام على حساب تهيئة البنيات التحتية ، والبطالة والفقر المتناشر على صعيد الجهة وتزايده المستفحل رغم كل ما تم صرفه من المال العام على مشاريع لم تسمن ولم تغني من جوع جراء ما هو وارد بتقارير لجن الإفتحاص وصفت بالسوداء الخطيرة والتي توثق تجاوزات وإختلالات مالية خلال ولاية سلف بركات ، والتي تنعكس حاليا بسلب حاد و تستلزم المحاسبة ثم المساءلة كان رئيس الجهة الحالي من باب الشجاعة ولتبرئة ذمته أن يضعها تحت علامات إستفهام الصحافة الحرة النزيهة .
فشل اللقاء وإنسحاب العديد من الصحافيين بعد إحتجاجاتهم ضد ما تمت محاولته لإخضاعهم لما تم تحديده من المواضيع المطروحة للنقاش والتي سادت القاعة دليل قاطع على أن رئيس المجلس الجهوي بني ملال خنيفرة ومن معه ، لم يكن يرغب في أي مادة إعلامية معقولة ومحايدة بقدر ما كان يحتاج لشعراء بلاطه ممن يصفقون ويزغردون ويتغنون خلال الأعراس بجمال ووسامة العريس ولو كان بشعا وذميما .
مملكتنا.م.ش.س
