الرباط ــ مرة أخرى، يغمر مهرجان موازين العاصمة المغربية بسحره الموسيقي. انطلق اليوم الثامن للمهرجان تحت الأشجار المعمرة لموقع شالة التاريخي بأداء غامر للفنانة أوا لي وثلاثي أرشاد أزارين، ناقلة الجمهور إلى عالم تنمحي فيه الحدود الموسيقية تاركة المجال لمزيج متناغم من الجاز والسول والإيقاعات التقليدية. أعطى سحر شالة مفعوله، غامرا الجمهور في أجواء ودية ودافئة.
على خشبة المسرح الوطني محمد الخامس، دخلت سميرة سعيد على خط الأمسية في الساعة 21h00. قدمت أيقونة الأغنية العربية عرضا شامخا، وترددت قوة صوتها في أدق ثنايا المسرح. كل نغمة، كل كلمة، كانت مفعمة بالمشاعر، مذكرة بسبب استمرار سميرة سعيد في صدارة الموسيقى الشرقية.
في غضون ذلك، كانت منصة سلا تهتز تحت أنغام عبد العزيز الستاتي وفاطمة تباعمرانت. ارتفعت حرارة الجمهور بشكل قياسي تحت تأثير موسيقى الطرب الشعبي الأصيلة للستاتي، قبل أن يقع في سحر أغاني تباعمرانت الأمازيغية المشحونة بالشاعرية والتراث. خلق الفنانان أجواء احتفالية تحتفي بغنى وغزارة التنوع الثقافي المغربي.
في المنصة العالمية السويسي، اكتسحت نيكي ميناج المشهد ابتداء من الساعة 22h00. قدمت ملكة الراب عرضا قويا ملتهبا، تخللته سلسلة من أغانيها الناجحة التي تتابعت تحت تصفيقات جمهور مولع. بفعل جاذبيتها التي لا تقاوم وحضورها القوي على الخشبة حولت نيكي الأمسية إلى احتفال حقيقي بثقافة الهيب هوب.
في الجانب الآخر من المدينة، على ضفاف نهر أبي رقراق، قدم كل من جيمس بي كاسي ونانا بينز من الطوغو أمسية ستبقى خالدة في ذاكرة الجمهور الحاضر. بمزيجه الفريد بين الأنغام الإفريقية والأغاني الحضرية، أسر جيمس بي كا سي الجمهور ابتداء من 21h30. مباشرة بعده أمسكت نانا بينز من الطوغو بزمام السهرة لتواصل المشوار، جاعلة الجمهور يترنح تحت وقع إيقاعاتها الجامحة وصوتها الجوهري، خالقة أجواء كهربائية واحتفالية.
تواصلت الأمسية الفنية في منصة النهضة مع رامي عياش. لم يصمد الجمهور أمام سحر جولاته الرومانسية وإيقاعاته الشرقية الجارفة. بأداء جمع بين الحميمية والفخامة، اختتم عياش هذا اليوم الثامن للمهرجان بلطف، تاركا لرواد المهرجان ذكريات لا تبلى.
يواصل مهرجان موازين الاحتفاء بالموسيقى تحت كل أشكالها، مانحا لحظات من المشاركة، حيث يساهم كل فنان بقطعته الخاصة في بناء هذه الفسيفساء الموسيقية الفريدة التي يتميز بها هذا المهرجان الرمزي المشحون بالدلالات.
مملكتنا.م.ش.س
