التاريخ كآلية للتذكير في خطاب المؤسسة الملكية

الجمعة 1 أغسطس 2025 - 19:20

لم تأتي تسمية فوج الضباط و ضباط الاحتياط المتخرجين برسم هذه السنة من كبريات الأكاديميات و المعاهد و المدارس العسكرية و الشبه عسكرية بشكل عفوي أو نمطي، بل هو ترصيف و تصفيف للحدث و الزمن التاريخي، و أيضا تمرير لمجموعة من الرسائل السياسية و الإدارية من خلال محور التاريخ، لأفواج المتخرجين و أيضا للمتتبعين للشأن السياسي و الإداري للمملكة المغربية الشريفة، بل يمكن ربطه أيضا بالخطاب الملكي و ختمه بالآية الشريفة من سورة “فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”. صدق الله العظيم.” الآية 36 من سورة قريش.

و هو دليل على خطاب الأمن و الأمان الروحي و التنموي، الذي تتمتع به المملكة الشريفة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، الذي ارتئ جنابه الشريف إضفاء إسم “أحمد المنصور الذهبي” السعدي من قلب جهة لها روابط تاريخية مع أخ هذا السلطان العبقري الذي عرف ضمن الكتابات الأجنبية سواء التاريخية أو الأدبية بدءا من كتابات شكسبير الذي ذكره في تاجر البندقية إلى الكتابات البرتغالية و الإسبانية و الألمانية التي تحدثت 

عن نصرته في معركة الملوك الثلاثة و هو السلطان عبد الملك السعدي.

فالتاريخ مهم في المؤسسة الملكية و اتخاذ اسم أحمد المنصور له دلالات من الجناب المولوي الشريف الذي سمى الفوج في الواحد و الثلاثين من يوليوز التاريخ الذي لا يفصل عن تاريخ انتصار المغاربة عن العدوان الأجنبي في معركة وادي المخازن و تسميته سلطان بعد وفاة أخيه إلا اربع ايام عن الحدث الذي وقع في الرابع من غشت من سنة 1578م.

المعركة التي أعطت للمغرب قيمة سياسية و مكانة رمزية في حوض البحر الابيض المتوسط، لازال يحفل بها إلى يومنا هذا، بعد أن عززها صاحب الجلالة بأوراش تنموية و علاقات دبلوماسية مميزة مع المنتظم الدولي، و وجود اقتصادي و ديني في إفريقيا بدأ تاريخيا مع حملة أحمد المنصور الذهبي على السودان الغربي “إفريقيا” في 1591م، و استمرت بما كرسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بعلاقات و حضور اقتصادي-سياسي في المنطقة ككل.

ففي غمرة الاحتفالات بعيد العرش بارك جلالته هذه التسمية بترقية ولي العهد الأمير الجليل مولاي الحسن إلى رتبة عميد (كولونيل ماجور) في القوات المسلحة الملكية الشريفة.

محمد الشرقاوي البزيوي ، دكتور في التاريخ المعاصر

Loading

مقالات ذات صلة

الجمعة 1 أغسطس 2025 - 10:46

” لادجيد وتقاطعات الخفاء .. حين تتناطح العيون خلف الستار”

الأحد 27 يوليو 2025 - 21:03

محمد ياسين المنصوري .. حين ارتدت لادجيد بذلة القرن الحادي والعشرين.

الأحد 27 يوليو 2025 - 18:45

الأمير مولاي الحسن صناعة زعامة على الطريقة الأمريكية بإشراف مغربي فريد

الجمعة 25 يوليو 2025 - 19:02

لادجيد في إفريقيا، من الدليمي إلى البصري.. حينما غيرت العيون وجهها