مراكش تستقبل وفداً قضائياً كونغولياً رفيعا .. رحلة اكتشاف تجربة هيئة المحامين نموذجاً للتفوق والابتكار

الخميس 25 سبتمبر 2025 - 21:39

مراكش – في قلب مدينة مراكش، حيث يتناغم عبق التاريخ وروح العدالة، استقبلت العاصمة الحمراء بعثة قضائية رفيعة المستوى من جمهورية الكونغو الديمقراطية، في زيارة رسمية ومهنية تحمل أبعاداً استراتيجية، وتهدف إلى تعزيز أطر التعاون بين المحاماة المغربية والسلطة القضائية الإفريقية. هذه الجولة لم تكن مجرد زيارة شكلية، بل رحلة متكاملة في فضاءات القانون، وقيمة التجربة المغربية في المحاماة والقضاء، ومساحة للالتقاء بالحرفية والمهنية والتاريخ العريق.

استهلال الرحلة .. محكمة الاستئناف ومكتب النقيب

استُهلت الجولة بمحكمة الاستئناف، حيث كان في استقبال الوفد الأستاذ النقيب مولاي سليمان العمراني، نقيب هيئة المحامين بمراكش، الذي رحب بالوفد بكلمات تجمع بين الرسمية والدعوة إلى الانفتاح المهني، مؤكداً أن هيئة المحامين بمراكش هي نموذج متجدد يجمع بين العراقة والابتكار، وهي الركيزة الأساسية للدفاع عن العدالة وصون الحقوق.

رافق النقيب مولاي سليمان العمراني أثناء الاستقبال الوفد عدد من الوجوه القانونية البارزة: النقيب الجيلالي الحمومي والأستاذة زهرة نسيم الصباح والأستاذ خالد الفتاوي عضو مجلس هيئة المحاماة والأستاذ إسماعيل معطالله رئيس اتحاد المحامين الشباب وكل من الأساتذة صالح حبيبي، عبد النبي القلموني، مولاي يوسف كنون، عبد اللطيف فكري، فضلاً عن الأستاذ الجامعي المهدي غرافي، رئيس الجمعية المغربية للبحث والتدبير العمومي، والأستاذ محمود هرواك، رئيس قطب العلاقات العامة بحكومة الشباب الموازية. حضور هؤلاء الأسماء لم يكن تقليدياً، بل جسد التوازن بين الخبرة الأكاديمية والمهنية، مما أعطى الوفد صورة حية عن عمق التجربة المغربية وقدرتها على المزج بين القيادة والابتكار.

من الجانب الكونغولي، أتى الوفد ممثلاً عن المحكمة الدستورية، وهم: موريس موسوكا، كاسينجيلا إستير، ليتيسيا مالوندا، جونيور بويا، ديبورا موويما، سارة بامبي، ألكسيس كومبو، تيموثي موانزي موانزي، وفرانك تشينيمو لوفولوابو، بالإضافة إلى المجلس الأعلى للقضاء: ندويا كيليما تيليسبور، بوندو كاتومبا بول، ليترس ماكونغا، وتشيلومبا ماليمبا روجر.

لقد بدا واضحاً منذ البداية أن أعضاء الوفد كانوا متحمسين لاكتشاف تجربة المغرب في تنظيم المحاماة وربطها بالقضاء، مع تقديرهم الكبير لمستوى المهنية والانضباط الذي لمسوه في محكمة الاستئناف.

مكتب النقيب .. رؤية قيادية وعراقة المؤسسة

بعد الاستقبال الرسمي، قاد الأستاذ النقيب مولاي سليمان العمراني الوفد إلى مكتبه داخل المحكمة، حيث أتاح لهم فرصة الاطلاع عن قرب على استراتيجية القيادة في إدارة الهيئة، والحرص على الابتكار في طرق التكوين وربط الممارسة اليومية بالمعايير الأخلاقية والمهنية الصارمة.
خلال هذا اللقاء، لمس الوفد قدرة النقيب على الجمع بين حكمة الخبرة وجرأة الابتكار، وإيمانه العميق بأن نجاح الهيئة يكمن في دعم المحامين وتمكينهم من ممارسة مهنة المحاماة بحرية واحترافية، وهو ما أثار إعجاب الجميع وأكسب الزيارة بعداً تعليمياً وتربوياً إضافياً لتبادل الخبرات.

دار المحاماة .. منصة للتواصل والإلهام

انتقل الوفد بعد ذلك إلى دار المحاماة، حيث كان في استقباله الأستاذة زهرة نسيم الصباح، الأستاذ خالد الفتاوي، والأستاذ إسماعيل آيت معطى الله، إضافة الأستاذ المهدي غرافي والأستاذ محمود هرواك هنا، أصبح اللقاء أكثر حيوية، إذ أتيح لكل من الأستاذة زهرة، الأستاذ خالد، والأستاذ معط الله فرصة إلقاء كلماتهم، لتكون شاهدة على الروح التفاعلية للهيئة وانفتاحها على التعاون الدولي.

تحدثت الأستاذة زهرة نسيم الصباح عن الدور الإنساني للمحاماة، وأكدت أن حماية الحقوق والحريات ليست مجرد شعارات، بل مسؤولية يومية تتطلب تدريباً متواصلاً وتبادلاً للخبرات على المستوى الدولي، معتبرةً أن زيارة الوفد الكونغولي فرصة لتقوية روابط التضامن الإفريقي.

بينما ركّز الأستاذ خالد الفتاوي على الاستقلالية المهنية للهيئة، وقدرتها على مزج الخبرة التاريخية بالابتكار، مشيراً إلى البرامج التكوينية التي توفر للمحامين الشباب فضاءات للتجريب والنمو المهني، ما يعكس رؤية الهيئة المستقبلية في بناء محاماة قوية ومؤثرة.

أما الأستاذ إسماعيل معط الله، فقد سلط الضوء على دور اتحاد المحامين الشباب كرافعة لاستدامة التجربة المغربية، مؤكداً أن التعاون مع نظيراتهم الإفريقية يفتح آفاقاً للتعلم المتبادل، ويجعل من المغرب منصة لتصدير الخبرات القانونية على المستوى القاري.

نادي المحاماة .. تجربة متكاملة للابتكار والتكوين

استكمل الوفد جولته في نادي المحاماة، حيث اكتشف المرافق التي تجمع بين الجانب الثقافي والاجتماعي والتكويني، بما يخلق بيئة محفزة للمحامين الشباب على التعلم وتبادل التجارب. وقد أعرب الضيوف عن إعجابهم بالبرامج الموجهة لدعم الشباب، وبالمساحة التي توفرها الهيئة للانخراط في النقاشات القانونية والثقافية، ما يعكس روح التجديد والانفتاح الذي تتميز به هيئة المحامين بمراكش.

تجربة ملهمة وفرص تعاون مستقبلي

تميزت هذه الجولة بمناقشات موسعة حول برامج التكوين المشترك، ورشات العمل القانونية، والتوأمة بين هيئة المحامين بمراكش والمؤسسات القضائية بالكونغو الديمقراطية، مع التأكيد على أن زيارة الوفد لم تنته بعد، وأنه لا تزال أمامهم برامج ممتدة تشمل زيارات ولقاءات إضافية، ما يعزز فهمهم للتجربة المغربية ويقوي علاقاتهم المهنية مع الهيئات المغربية.

هيئة المحامين بمراكش .. عماد العدالة ورمز التفوق

لقد أثبتت هيئة المحامين بمراكش بقيادة الأستاذ النقيب مولاي سليمان العمراني أنها أكثر من مجرد مؤسسة مهنية؛ إنها منارة للعدالة في المغرب وإفريقيا، تجمع بين العراقة والقدرة على الابتكار، وتؤسس لتجربة مهنية متكاملة، صلبة التنظيم، منفتحة على العالم، حاضنة للمحامين، ورافعة لمستقبل العدالة على الصعيد القاري.

كل محطة من محطات هذه الجولة أكدت أن المحاماة المغربية ليست مجرد ممارسة قانونية، بل تجربة حضارية وثقافية وإنسانية، تشكل جسراً بين المغرب وأشقائه الأفارقة، وتفتح المجال أمام شراكات مستدامة تبني المستقبل على قيم المهنية، التعاون، والابتكار.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الجمعة 26 سبتمبر 2025 - 21:47

الأمم المتحدة.. “قطب المغرب الرقمي من أجل التنمية المستدامة” يجسد التزام المغرب لفائدة إفريقيا والعالم العربي (السيد أخنوش)

الجمعة 26 سبتمبر 2025 - 17:23

المشاريع السككية التي أطلقها جلالة الملك بالدار البيضاء ست حدث تحولا عميقا في مجال النقل بحاضرة الدار البيضاء (وسائل إعلام دولية)

الجمعة 26 سبتمبر 2025 - 11:45

مونتريال .. المغرب ورواندا يوقعان اتفاقية حول خدمات النقل الجوي بين البلدين

الخميس 25 سبتمبر 2025 - 16:13

“فرار هوليودي” لرئيس المخابرات الجزائرية السابق يهز أركان “نظام العسكر”