معرض الرياض الدولي للكتاب .. كتاب مغاربة يعبرون إلى القارئ السعودي والعربي عبر الرواية والترجمة والنقد السينمائي

الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 - 12:08


الرياض – في تكريس جديد للحضور الوازن الذي يبصمون عليه في مختلف التظاهرات الثقافية عبر العالم، يعرض العديد من المؤلفين والمبدعين المغاربة جديد أعمالهم في معرض الرياض الدولي للكتاب، ويطلون من خلالها على القارئ السعودي من نوافذ متعددة من أبرزها الرواية والترجمة والنقد السينمائي.

وتبرز في هذا الصدد ثلاثة إصدارات حديثة، من ضمن أخرى كثيرة، لكتاب مغاربة تعكس في الواقع غنى التجربة الأدبية والفكرية المغربية، وتبرز استمرارية الجهد الذي يبذله المبدعون والكتاب المغاربة، ومساهمتهم في إغناء المكتبة العربية في مختلف أصناف الأدب والإبداع.

ففي مجال الرواية، تحضر بمعرض الرياض الدولي للكتاب رواية “تقرير إلى أب مؤجل” للكاتب محسن الوكيلي التي يقول صاحبها في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها عمل سردي مختلف ومفتوح على قراءات متعددة، إذ إنه قد يمنح القارئ مستويات من الدلالات التي ستأخذه إلى أبعد من المتوقع في دروب شائكة تنفتح نوافذ جديدة عن القانون، والأسرة، والشرعية، وعن دلالة الأب، وحدود معناه، ليكون بمثابة تقرير عن القهر والاستغلال والهوية والقيم، وعن مجابهة الحقيقة.

وعن دلالة حضور هذا العمل في معرض الرياض الدولي للكتاب، يقول الوكيلي “أعتقد أن كل نص يبحث عن فرصة للقاء القراء، فالقراءة ما يمنحه الحياة، ويجد في المعارض ضالته، ليعانق أكثر من وجود”، معتبرا أن معرض الرياض يمثل “فرصة خاصة وثمينة واستثنائية لملاقاة قراء متعطشين للأدب وشغوفين بالأثر السردي القادم من بعيد؛ من أقصى نقطة في العالم العربي”.

وفي مجال الترجمة، يقدم الروائي والمترجم عيسى ناصري للقارئ العربي ترجمة رواية “جزيرة القارئات” للكاتب الفرنسي ميشيل بوسي، وهي رواية بوليسية تتناول قصة خمس نساء قارئات يذهبن في مغامرة أدبية محفوفة بالمخاطر، ويجدن في الكتابة وسيلة للنجاة والمواجهة.

ويرى ناصري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن أهمية تقديم هذا العمل للقارئ العربي تكمن في أنه لا يضع أمام القارئ العربي “أدب تشويق” تقليدي، بل يدعوه إلى تجربة قراءة واعية نقدية وجمالية في آن تتيح له أن يتأمل فعل السرد نفسه وهو يتشكل شيئا فشيئا حتى يستوي ويثمر عناقيد حكايات وألغاز غامضة ومعبرة في آن، وتمكنه من إعادة النظر في علاقة الأدب بالوجود، بالحياة، وبالموت أيضا.

ويضيف ناصري أن عرض “جزيرة القارئات” في معرض الرياض الدولي للكتاب يحمل أكثر من دلالة، سيما وأنه يأتي في سياق انفتاح متسارع يعرفه المشهد الثقافي العربي على الإنتاج الإبداعي العالمي أدبا وفنا، حيث بات القارئ يبحث عن تجارب سردية جديدة ومغايرة، تتحدى القوالب الجاهزة، وتطرح أسئلة تلامسه ببعدها الكوني، وتراعي طبعا خصوصيته وهويته الثقافية.

ويؤكد ناصري أن الحضور المتزايد للرواية الفرنسية المعاصرة في معارض الكتب العربية، ومنها روايات ميشيل بوسي، إنما يكرس رغبة حقيقية في حوار ثقافي متبادل، لا يكتفي بالترجمة كجسر لغوي تواصلي بين الثقافتين العربية والفرنسية، بل يجعل منها وسيلة لإعادة طرح الأسئلة الكبرى ذات البعد الكوني، حول القراءة والكتابة وعلاقتهما بالواقع والوجود.

وفي الحقل النقدي والفني، يحضر إصدار جديد يقدم للقارئ العربي لأول مرة في معارض الكتاب الدولية، يتمثل في عمل “السينما والعلوم الإنسانية: دراسات ونماذج تطبيقية في السينما المغربية”، للباحث والناقد السينمائي، محمد شويكة. وهو كتاب صادر ضمن الموسوعة السعودية للسينما، ويسعى إلى مقاربة موقع السينما في علاقتها بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، مع تحليل نماذج فيلمية مغربية من زوايا منهجية متنوعة.

على أن الإصدارات الحديثة للكتاب المغاربة الحاضرة في معرض الرياض الدولي للكتاب لا تقتصر على مجالات الرواية والترجمة والدرس السينمائي، وإنما تتجاوزها إلى مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية وعلوم الدين وباقي مجالات الفكر، بما يقدم فسيفساء ثقافية تؤكد على غنى وتعددية المشهد الثقافي بالمملكة.

وفي تعليقه على هذا الحضور، يقول مدير المركز الثقافي للكتاب، بسام كردي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن دور النشر والإبداعات المغربية الحاضرة في هذه الدورة من معرض الرياض الدولي للكتاب تمثل الثقافة المغربية في هذه المنطقة من العالم العربي، وتشكل مناسبة للقاء المثقفين والقراء السعوديين والتعريف بالكتاب المغاربة في أوساطهم، ومحاولة استشفاف توجه القراءة في المنطقة، مؤكدا أن الهدف الأساس يتمثل في مد جسور ثقافية مغربية – مشرقية.

ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب من أبرز التظاهرات الثقافية في المنطقة العربية، إذ يشكل منصة رئيسية للنشر والتأليف والترجمة وملتقى للمفكرين والأدباء والناشرين. وتندرج هذه التظاهرة ضمن استراتيجية هيئة الأدب والنشر والترجمة الهادفة إلى جعل الثقافة رافعة للتنمية المجتمعية والاقتصادية، وتعزيز حضور المملكة الثقافي إقليمياً ودولياً في إطار رؤية السعودية 2030.

وتقدم هذه الدورة من المعرض التي تحل عليها جمهورية أوزبكستان ضيف شرف، عروضا ثقافية وفنية متنوعة، فيما يشمل البرنامج أكثر من 200 فعالية بين ندوات وأمسيات شعرية وورش عمل وعروض مسرحية وموسيقية. كما يضم المعرض فضاءات للأطفال ومنطقة للأعمال ومنصات لتوقيع الكتب. ويرتقب أن يستقطب المعرض، الذي يستمر إلى غاية 11 أكتوبر الجاري، عشرات الآلاف من الزوار، من القراء والمثقفين والمهتمين بصناعة الكتاب والنشر من داخل المملكة وخارجها.

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 - 15:12

طنجة .. عازف البيانو الإسباني أندريس باريوس يمتع الجمهور بإيقاعات الفلامنكو

الأحد 5 أكتوبر 2025 - 20:10

الدورة الـ16 لمعرض الفرس بالجديدة استقطبت حوالي 150 ألف زائر (مندوب المعرض)

الأحد 5 أكتوبر 2025 - 19:03

معرض الجديدة يعد بتقوية الشراكات المغربية الإفريقية في تربية الخيول

الأحد 5 أكتوبر 2025 - 10:06

معرض الفرس بالجديدة .. أمسيات ساحرة من العروض والإبداع