وجدة – اعتبر كتاب وروائيون عرب أن المعرض المغاربي للكتاب “آداب مغاربية” بوجدة، كرس مكانته كجسر أدبي وفكري، يتيح للكتاب من مختلف البلدان العربية فرصة التلاقي مع القارئ المغربي، والتفاعل معه في أفق ترسيخ جسور للحوار الثقافي.
وأبرزوا في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة هذه التظاهرة الثقافية (7 – 12 أكتوبر)، أن المعرض يشكل مساحة للتبادل الثقافي وتسليط الضوء على التجارب الأدبية العربية في تنوعها، مؤكدين أن حضورهم في هذا الحدث لا يقتصر على التعريف بإصداراتهم الجديدة، بل يعكس كذلك رغبتهم في المساهمة في نشر ثقافة القراءة؛ بما يجعل من وجدة نقطة التقاء بين الأدب العربي والجمهور المغربي.
وفي هذا السياق، قالت الروائية المصرية نورة ناجي، إن معارض الكتاب في الدول العربية تشكل جسرا ثقافيا تربط بين الكتاب من مختلف البلدان، مبرزة أنها اعتادت المشاركة في معارض عديدة، غير أن ما شدها في مدينة وجدة هو الجو الحميمي والرائع الذي ميز الاستقبال، إضافة إلى شعار الدورة “أن نقيم في العالم ونكتبه”، الذي اعتبرته قريبا جدا من اهتماماتها الأدبية وانشغالاتها الفكرية.
وأوضحت أنها تركز في كتاباتها على علاقة الإنسان بالمكان وبالعالم المحيط به، وعلى طرح تساؤلات أساسية حول الوجود والحياة، معتبرة أن الأدب الحقيقي ينبغي أن ينشغل بهذه القضايا العميقة بعيدا عن السطحية، لأنها السبيل لاكتشاف آفاق جديدة والتعرف على الحضارات المختلفة.
وأضافت الروائية الشابة أن أسئلة الإنسان الكبرى، التي حملتها أقلام من نجيب محفوظ إلى جيلها الحالي، تظل المحرك الأساسي للإبداع الأدبي، معبرة عن سعادتها بلقاء كتاب بارزين من مختلف الدول العربية.
من جهته، أعرب الروائي السعودي، وائل هادي الحفظي، عن سعادته بعد مشاركته الأولى في المعرض المغاربي للكتاب، مؤكدا أن تواجده في المغرب يحمل له طابعا خاصا، باعتبار أن الظهور الأول لروايته كان في معرض الرباط، حيث التقى لأول مرة بالقارئ المغربي.
وأوضح صاحب رواية “ترف الانكفاء”، أن لقاءه مع القارئ المغربي رسخت لديه قناعة بأنه يتميز ب”عمق ووعي أدبيين”؛ وهو ما يجعل من مثل هذه التظاهرات فرصة ثمينة للكاتب للتواصل المباشر مع قرائه، وتبادل الرؤى معهم، مضيفا أن المعرض يشكل فضاء يتيح حوارا حقيقيا، ليس فقط بين الكاتب والزوار، بل كذلك بين الكتاب أنفسهم؛ بما يغني التجربة الأدبية ويمنحها أبعادا جديدة.
وأشار الروائي الشاب إلى أن مشاركته في وجدة منحته أيضا فرصة الالتقاء بعدد من الكتاب العرب، معتبرا أن مثل هذه اللقاءات تضفي على المعرض قيمة إضافية.
وفرض المعرض المغاربي للكتاب “آداب مغاربية”، المنظم بمبادرة من وكالة تنمية الشرق، منذ انطلاقه، نفسه كموعد أدبي وفكري لا محيد عنه، يحمل نفسا متوسطيا ومغاربيا، حيث تتقاطع الأصوات وتتلاقى الأفكار وتنفتح المخيلات.
ويضع المعرض، باختياره هذه السنة لموضوع “أن نقيم في العالم ونكتبه”، الأدب في صلب الأسئلة الراهنة، لأن الإقامة في العالم اليوم تعني مواجهة تحولات كبرى مناخية، وسياسية، وتكنولوجية وهوياتية، أما كتابته فتمثل محاولة للإجابة عنها دون التخلي عن جماليات اللغة وعمق الفكر وتعدد الرؤى.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع