وجدة – أولى المعرض المغاربي للكتاب بوجدة، في دورته الخامسة، أهمية قصوى للطفل والشباب، إيمانا من منظميه بأن الثقافة تبدأ من الصغر، وأن بناء مجتمع قارئ يمر عبر تربية الأجيال على حب الكلمة والمعرفة.
وخصصت برمجة هذه الدورة فضاءات وورشات متنوعة موجهة للطفل والشباب، شملت عروضا قرائية وحكواتية، وورشات للرسم والتعبير الفني، وفضاء لاكتشاف العوالم الافتراضية.
وفي هذا السياق، أكد المسؤول بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الشرق، مصطفى كمال بلمختار، أن مشاركة الأكاديمية في الدورة الخامسة للمعرض المغاربي للكتاب تجسد انفتاح المؤسسة على محيطها الثقافي والتربوي، وحرصها على جعل الكتاب والقراءة في صلب اهتمامات المتعلمين.
وأوضح السيد بلمختار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المشاركة تتمثل في رواق المعروضات الذي يضم أحدث إصدارات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي، ومؤلفات مرجعية متاحة بالمكتبة الوسائطية للمركز الجهوي للكفاءات العرضانية والتفتح الفني، إلى جانب فضاء خاص بالتلميذات والتلاميذ لتقديم أنشطة قرائية وإبداعية.
وأضاف أن رواق الأكاديمية يحتضن أيضا ورشات تأطيرية يؤطرها أساتذة لفائدة التلاميذ، وذلك بهدف التحسيس بأهمية الأنشطة الموازية في تنمية شخصية المتعلم وصقل مهاراته، مؤكدا أن هذه المبادرات تساهم في ترسيخ مكانة المعرض كجسر يربط بين المدرسة والكتاب.
من جهتها، أبرزت أستاذة اللغة العربية بثانوية القاضي ابن العربي التأهيلية بوجدة، جمعة العوني، أن فضاء الطفل ضمن فعاليات المعرض المغاربي للكتاب يشكل “حضنا للإبداع، ومنبرا يلتقي فيه الصغار مع عوالم القصة والكتاب”.
وأضافت، في تصريح مماثل، أن زيارة تلاميذ المؤسسة للمعرض شكلت فرصة لكسر رتابة الفصل الدراسي، وتشجيع المتعلمين على العودة إلى الكتاب الورقي في زمن يطغى فيه الرقمي، مبرزة أن الأنشطة التي أطرها التلاميذ، أبانت عن قدرة الناشئة على التفاعل مع النصوص الأدبية، وتوظيف الفنون في التعبير عن رؤاهم.
وأشارت أستاذة اللغة العربية إلى أن مؤسستها تراهن على تكوين جيل قارئ من خلال ناد للقراءة، معتبرة أن مثل هذه المبادرات تسهم في تربية ملكة القراءة لدى الناشئة، وتعيد بناء العلاقة بين المتعلم والكتاب، وبين المتعلم والمدرسة عموما.
وفي ركن للواقع الافتراضي، خصص مسؤول قسم المكتبة الوسائطية بالمعهد الفرنسي بوجدة، بوبكر ديوب، مشاركة المؤسسة في فعاليات المعرض المغاربي للكتاب لتقديم تجربة الواقع الافتراضي للأطفال، باعتبارها “رحلة غامرة” تمكن الناشئة من اكتشاف معالم متنوعة.
وأوضح ديوب، في تصريح صحفي، أن هذه التجربة تسمح للأطفال بالتعرف على أماكن يدرسونها في الفصول الدراسية من خلال صور وأفلام حقيقية؛ ما يجعل عملية التعلم أكثر متعة وفاعلية، مضيفا أن “الفضاء التفاعلي داخل المعرض يمنح الأطفال فرصة للغوص في عوالم جديدة، والالتقاء بالكتاب والقصص عبر أدوات رقمية مبتكرة”.
وأشار إلى أن حضور الأطفال لا يقتصر على مشاهدة العوالم الافتراضية فحسب، بل يمتد أيضا إلى المشاركة في ورشات وأنشطة إبداعية متنوعة، تتيح لهم التعبير بحرية عن أفكارهم وصقل مهاراتهم، ليجدوا أنفسهم في رحلة ممتعة تجمع بين المعرفة والاكتشاف والخيال.
ويجسد فضاء الطفل داخل المعرض المغاربي للكتاب في دورته الخامسة، المنظمة من 7 إلى 12 أكتوبر الجاري، بمبادرة من وكالة تنمية جهة الشرق، الرهان القائم على تربية الأجيال الناشئة على حب القراءة والإبداع، باعتباره مختبرا تربويا وثقافيا يتيح للصغار الجمع بين متعة اللعب والاكتشاف، والاستثمارا في أجيال المستقبل.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع
