Advertisement
Advertisement

سلا .. ندوة دولية تناقش أدوار الرياضة في النهوض بحقوق الإنسان وتعزيز التماسك الاجتماعي

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - 19:13

سلا – افتتحت اليوم الثلاثاء بسلا ندوة دولية تنكب على مناقشة الأدوار التي تضطلع بها الرياضة في مسارات النهوض بحقوق الإنسان وتعزيز التماسك الاجتماعي وترسيخ الديمقراطية، بمشاركة على الخصوص ممثلين حكوميين واتحادات رياضية ومؤسسات وطنية ودولية ورياضيين.

وتهدف هذه الندوة الدولية، التي ينظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان و(مؤسسة المغرب 2023) حول موضوع “الرياضة كرافعة للنهوض بحقوق الإنسان: أي أثر على المجتمعات؟”، إلى استكشاف الالتقائية بين الرياضة وحقوق الإنسان، سواء في النصوص القانونية أو في الممارسات الاجتماعية والثقافية المعاصرة.

كما تروم الندوة مناقشة المبادرات الرياضية ذات الأثر الاجتماعي التي يقودها الشباب والمجتمع المدني والجماعات الترابية أو المؤسسات العمومية، وأبعاد السياسات العمومية المرتبطة بتعزيز الولوج إلى الثقافة والرياضة، وكذا تسليط الضوء على دور الرياضة في مكافحة التمييز وخطابات الكراهية.

وأكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، في كلمة افتتاحية بالمناسبة، أن العلاقة بين الرياضة وحقوق الإنسان عرفت تطورا نوعيا من خلال إدماج معاييرها في السياسات الرياضية الدولية، موضحة أنه، ومع تزايد تأثير الرياضة بالمجتمعات وارتباطها المتزايد بقضايا العدالة الاجتماعية، بدأت المفوضية السامية لحقوق الإنسان تدريجيا في تطوير توجيهات دولية بهذا الشأن.

وأبرزت السيدة بوعياش أن المجال الرياضي يعد بالنسبة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان أرضية خصبة لرصد التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث وقف على بروز مبادرات رياضية اجتماعية مبتكرة، وعلى حضور متصاعد للنساء والأطفال في مختلف فضاءات الرياضة، ما يجعل منها موضوع اشتغال قائم بذاته في مجال ترسيخ مكتسبات حقوق الإنسان وتعزيزها.

وتابعت أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان عمل عند تقييمه للوضع الحقوقي ضمن ملف ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم لكرة القدم (2030) على استثمار هذه المناسبة لتقديم توصيات في أبعاد متعددة تشمل مختلف الحقوق الأساسية للتنمية، والمشاركة المواطنة، وحماية الفئات الهشة، وتكريس مبادئ الحكامة الجيدة في تدبير الفضاءات الرياضية والمجتمعية.

واعتبرت بوعياش أن مثل هذه المناسبات تشكل للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وللمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب فرصة معرفية لتدقيق منظومة حقوق الإنسان في علاقتها بالرياضة، يتم من خلالها تحديد آفاق استشراف إصلاحات بنيوية قادرة على ضمان استدامة النتائج ضمن ما يعرف بالموروث القائم على المقاربة الحقوقية.

من جانبه، أبرز رئيس (مؤسسة المغرب 2030)، فوزي لقجع، ضرورة توظيف الممارسة الرياضية في غرس القيم الاجتماعية الحقيقية التي تساهم في إرساء ركائز مجتمع متقدم يحترم حقوق الإنسان، وضمان تحقيق العدالة المجالية، وكذا تعزيز المناصفة التي تمثل عمودا أساسيا لتتبع حضور المرأة وتمكينها اقتصاديا.

وأكد لقجع أن بمقدور الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على الخصوص، الاضطلاع بدور محوري في التنمية، وفي تلقين الناشئة مبادئ العيش المشترك واحترام الآخر وقبول التنوع، وهو ما يتجلى في المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، وبتنوع خلفيات عناصرها.

من جانبها، أكدت نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، نوال المتوكل، أن الرياضة لغة كونية قادرة على التوحيد والارتقاء وإحداث التحول لكونها عابرة للحدود والثقافات والظروف الاجتماعية، مبرزة أنها تحمل في طياتها قوة فريدة تتمثل في الدفع قدما بقيم المساواة والكرامة والاحترام.

وأبرزت المتوكل أهمية الرياضة في تحقيق المساواة بين الجنسين، باعتبارها تمكن النساء والفتيات من التموقع في الفضاء العمومي، وتأكيد إمكاناتهن، واكتساب الثقة وتحقيق التمكين ليصبحن مصدر إلهام للأجيال القادمة.

واعتبرت نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أن “النهوض بالمساواة في الممارسة الرياضية، وفي تأطيرها وحكامتها، يساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وتوازنا وقوة”.

من جهته، أكد رئيس قس حقوق الإنسان ومكافحة التمييز بالاتحاد الدولي لكرة القدم بالنيابة، جيرد ديمبوفسكي، أن التزام (فيفا) بحقوق الإنسان يستند إلى نظامه الأساسي، مشيرا إلى أن الاتحاد واع بمسؤوليته في احترام حقوق الإنسان وفق مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية المتعلقة بالأعمال التجارية وحقوق الإنسان.

وأوضح ديمبوفسكي أن اعتماد المقاربة الحقوقية يشكل عنصرا محوريا في التحضير لتنظيم مختلف المنافسات الرياضية، بما في ذلك كأس العالم 2030، مشيرا إلى أن هذه المقاربة تعتمد على قدر كبير من الشفافية، بدءا من الالتزامات الحقوقية التي يقدمها المرشحون للاستضافة، مرورا بالتقييم المستقل للسياق الحقوقي من طرف المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وصولا إلى تقييم (فيفا) خلال مرحلة الترشيح.

وتم على هامش هذه الندوة الدولية توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان و(مؤسسة المغرب 2030) تهدف، على الخصوص، إلى إعداد منتديات ولقاءات مشتركة حول الرياضة وحقوق الإنسان، وتعزيز قدرات مختلف المتدخلين في مجالي الرياضة وحقوق الإنسان.

ويتضمن برنامج هذه الندوة جلسات موضوعاتية حول “ممارسات في مجال حقوق الإنسان والرياضة”، و”علاقة الرياضة بحقوق الإنسان”، و”الرياضة كرافعة لتعزيز الإدماج الاجتماعي والمساواة”، و”الثقافة، الرياضة والتنمية البشرية”.

ويتوخى المنظمون من خلال هذا الحدث إعداد وثيقة تشكل إطارا مرجعيا مشتركا يسهم في مواصلة العمل وتعزيز ديناميات مستقبلية تجمع بين الرياضة وحقوق الإنسان.

مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع

Loading

Advertisement

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - 23:04

الدار البيضاء – سطات .. تقديم المخطط المديري لتدبير النفايات غير الخطرة بالجهة

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - 22:04

خنيفرة .. قافلة دعم المقاولات تحط الرحال للتعريف بآليات الاستثمار الجديدة

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - 21:08

الأمن الوطني يدمج العلوم والتقنيات في كشف الجرائم وحسم التحقيقات

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - 17:10

اعتماد مجلس الأمن القرار رقم 2797 بشأن الصحراء المغربية منعطف تاريخي (السيدة بوعيدة)