لفتت قاعة الافراح اوتار بميلانو في ايطاليا، الأنظار بعرس مغربي اصيل كان عنواناً للبهجة والفرح بأجواء فلكلورية كرنفالية، زينت أرض مدينة ميلانو من طرف طلبة مغاربة يدرسون بايطاليا نذكر منهم عبلة منير و جيهان حدلموس و نصر الدين بنلمفرد و احمد برجي مصور و مخرج فني .
فالعرس المغربي الذي تختلف طقوسه من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب كما الوسط، مما يجعل المغرب بلداً متفرداً في تقاليد الأعراس من منطقة لأخرى، وإن كان يتشابه في بعض الأساسيات كحمل العروس على الأكتاف لتكون ملكة يومها.
محاكاة حقيقية بقاعة الافراح اوتار
في أجواء احتفالية ساد قاعة الافراح اوتار بميلانو حركة دؤوبة ٬ بعد أن تزينت العروس و خرجت في أبهى زينتها برفقة العريس لتجول وسط الشباب المغربي الشغوف بتقاليد بلده ٫ ثم تحمل على الأكتاف في «العمارية»، في محاكاة للعرس الحقيقي، ثم دخلت مصحوبة بأهازيج الأغاني الشعبية التي تتغنى بمحاسن العروس وجمالها والصلاة والسلام على النبي عليه الصلاة والسلام، وهي تلوح بيديها للضيوف الذين غصت بهم جنبات قاعة الافراح اوتار ، وسارعوا لالتقاط الصور عبر كاميرات الهاتف المحمول لتوثيق هذه اللحظات، حيث أبدى الزوار إعجابهم بالصورة الجمالية وطقوس العرس المغربي، الذي يحمل معاني التراث المغربي.
طقوس العرس
تتنوع طقوس العرس المغربي بتنوع الثقافات والحضارات التي مرت على الدولة، مما يجعلها تختلف بين شمال المغرب وجنوبه وشرقه وغربه، كرغبة في الحفاظ على التراث المتنوع والغني، وان العادات المغربية تتوج العروس كملكة خلال هذا اليوم، مشيرة إلى أن العرس المغربي في السابق كان يمتد أكثر من سبعة أيام، من يوم الحمام إلى يوم الحناء إلى يوم العرس ليختتم طقوسه بزف العروسة لزوجها، واليوم الذي يليه حيث تزور أسرة العروس في بيتها وتأخذ لها الهدايا في موكب كبير، بالإضافة إلى ما لذ وطاب من الأكلات المغربية ويطلق على هذا اليوم (الفطور)، وبعد أسبوع من الحدث ينظم احتفال آخر للعروس في بيتها أو بيت أهل زوجها، حيث تجتمع أسرة العروس معها مجدداً.
نموذج مصغر
وأشار المنظمون لجريدة مملكتنا الالكترونية إلى أن ما تم تقديمه خلال هذا الحفل من طقوس العرس المغربي هو نموذج مصغر للأعراس المغربية الكبيرة، حيث تبدأ تقاليد العرس المغربي بالخطوبة التي تعتبر من الخطوات الأساسية في العرس المغربي، حيث يحضر أهل العريس لطلب يد العروس محملين بالهدايا، وخلال هذا اليوم يتعرف أهل العروسين على بعضهما، ويتعرفون أيضاً على العروس، وبعد حصول التوافق يتم تحديد بعض الشروط، مثل هدية العروس والصداق (المهر) وملابس العروس وتفاصيل مراسم الزفاف، وتختلف هذه الطقوس من منطقة لأخرى، ولكن يبقى الطابع الغالب والسمة الأساسية فيها هو حضور قوالب السكر، حيث يحضر أهل العريس محملين بأكياس من السكر تزن أحياناً 100 كلع، ويعتبر ذلك من التقاليد الأساسية، حيث يرمز السكر للحياة السعيدة، وفي حال لم تقبل أم العروس بالعريس يعاد السكر كتعبير عن الرفض للعريس، وأصبحت تقتصر هذه الطقوس في الحضر عن القرية بإحضار قالب كيك وخاتم أو عقد ذهب وباقة ورد إلى جانب الحناء والحليب والتمر.
ليلة العرس
جدير بالذكر ان ليلة العرس والذي تلبس فيه العروس التكشيطة المغربية وتتزين بالحلي والمجوهرات وتحمل في العمارية، بحيث لا تدخل للعرس إلا على الأكتاف، ويرمز ذلك إلى أنها ستظل ملكة طوال حياتها، وفي إطار حفل بهيج تحيي العروس الحضور وتجوب العرس محمولة تصحبها أهازيج وأغانٍ وتزف بالصلاة والسلام على رسول الله، ولا ترتدي العروس المغربية فستاناً واحداً في ليلة عرسها بل أكثر من 7 فساتين حسب المناطق، فهناك الزي اللبسة الرباطية والفاسية والأمازيغية والشمالية وغيرها الكثير.
و أن ما يميز العرس المغربي هو ذلك الزخم من العادات و التقاليد التي يزخر بها و هو ما يعطي له تلك الهالة المتجددة من التميز و التفرد و كذا الخصوصية المحلية بالدرجة الاولى التي تعبر عن الاصالة المغربية،بالرغم ما نعشيه حاليا أمام المد الخطير الذي يعرفه العالم و هي العولمة و التطور التكنولوجي الذي يسعى إلى جعل العالم عبارة عن قرية صغيرة تشترك في جل الخصوصيات و المميزات .