إغرم ،تراث معماري أمازيغي أدى أدوار مختلفة بالاطلس المتوسط

الجمعة 31 مايو 2019 - 16:08

إغرم ،تراث معماري أمازيغي أدى أدوار مختلفة بالاطلس المتوسط

 الحسين أكظى

لم ينال التراث المعماري بالاطلس المتوسط حظه من البحث والدراسة من قبل الكتابات الأجنبية و لا الوطنية ، ربما يعود هذا  الى أحكام جاهزة على أن الأمازيغ الأطلس لم يعرفوا العمران في حياتهم ،  ولايفضلون السكن في المباني ، و يحبون الخيام الوبرية ، التي تصنع بمهارة متقنة  من صوف و وبر ، و مازالت الى اليوم مفخرة لهم ،تقام فيها الحفلات و تعد رمز للعمارة بالاطلس .

أحكام لا تراعي المجال الذي كانت تدور فيه الأنشطة الاقتصادية التي كان الإنسان الامازيغي بين مجالين السهل و الجبل   (ازغار ، ادرار) ، هذا لا يمنع الأطلسي أن  يبدع في العمارة التي ترمز الى الاستقرار و الأمن من خلال تشيد منشأة معمارية ،اغرم ،ايغرمان و التي يقابلها أكادير واكودار في سوس  .

فرغم تعدد معانيه  قصر، مدينة ، مركز  الا أنه معمار أمازيغي ، يختار له الموقع و الموضع ، ليؤدي وظائفه الأمنية و الاقتصادية و الاجتماعية ،و السياسية ، فرغم شح الكتابات التاريخية في هذا الموضوع الا ان بقايا  المادية و اللامادية لهذا التراث مازال بعضها قائم و الاخر مسجل في الذاكرة الأطلسية .

إذ تسجل الذاكرة الأمازيغية بالاطلس ان اغرم هو مدينة مصغرة تعود لقبيلة او فخذ منها ، تبنى بجوار عيون دائمة الجريان، وسط موضع له دور دفاعي بين سفح جبل او فوق قمته  يكون  سهل إلاطالة الى جميع الاتجاهات ، يتكون إغرم من مساكن ، غرف وطابق علوي يضم اجمل الصالونات (ثامصريث) خاص بالضيوف ؛ مزكرشة و منقوشة بأجود الخشب الارز او العرعار ، و غرف تضم مخازن (ايعريشن ) للمحصول الزراعي ،من حبوب وقطاني صوف وعسل وزيوت و فواكه جافة …

فالقبائل الأطلسية كانت واعية كل الوعي بهذا الدور  الذي يقوم به إغرم في حياتها ، من  الناحية الاقتصادية ، لكل قبيلة لها زعيمها (أمغار) و معاونيه (ايماسيين ) يشرف كل واحد فيهم على مفاتيح إغرم حسب قوانين عرفية صارمة ، بالاضافة الى لكل  منشأة  اغرم لها  مسجد  و غرف خاصة للانشطة الحرفية ( النجارة ، الحدادة ، السكاكة ، تاجر التوابل و الاثواب ) و نموذج ، إغرم اوكديم أيت سيدي احمد احمد بجماعة ام الربيع .

كل الروايات الشفوية على هذه المنشأة تبرز أهميتها بالاضافة الى الدور الاقتصادي لها طابع اجتماعي صرف ، فمجلس القبيلة كان يدبر اغرم كوحدة اجتماعية يجد كل فرد  من افراد القبيلة  نفسه كانسان له حقوق و واجبات في مجتمع تسود فيه قيم التضامن ، و التسامح و المساواة من خلال تجسيدها كسلوكات و افعال  كادوال ، و ثاويزا ، ثاولا ، وشرط المسجد .

و بالاضافة الى هذه الادوار كان لاغرم  دور سياسي بحيث رغم الاختلاف بين فخذات القبيلة داخليا ولكن كايت اغرم لهم موقف خارجي موحد .

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 19 مارس 2024 - 10:04

باريس .. السيد اليزمي يؤكد على “الدور متعدد الأوجه” للجاليات المغربية بالخارج

الثلاثاء 30 يناير 2024 - 14:19

الحاجيات المتزايدة للمنظومة الصحية تستدعي وضع نظام حكامة يضمن التنسيق بين الأطراف المتدخلة في التكوين (مجلس)

الخميس 28 ديسمبر 2023 - 18:39

بوجدور .. وحدة تابعة للقوات المسلحة الملكية تقدم المساعدة لـ59 مرشحا للهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء

الأحد 24 ديسمبر 2023 - 21:16

“M’otion” فضاء جديد بمراكش مخصص لكبار المبدعين المغاربة