أحيدوس هي رقصة جمعت المرأة الأمازيغية بالرجل منذ القدم، اصطف الرجال والنسوة ليرقصوا فرحاً ويعبّروا بأجسادهم عما يخالج أعماقهم، يعانقون سماء القمم الأطلسية بحركات رشيقة ميّزت فنهم عن بقية فنون المغرب المتنوّعة. استوطن الأمازيغ في شمال إفريقيا منذ القدم، ويتمركزون حالياً في الأطلس المغربي المتوسط والكبير.
وتُعد رقصة أحيدوس من بين أحد فنون الغناء الجماعي الخاصة بهم، وظهرت الرقصة في أول الأمر على شكل دائري متكامل، لتتغيّر مع مرور الزمن، وتستقر في شكل نصف دائرة، بحسب ما يؤكد الباحثون. تعبّر الرقصة عن الفرح، وبوجود الفرق التي تحترفها، يحيي الأمازيغ حفلاتهم وأفراحهم، إن كانت أعراساً أو حفلات عقيقة، وهو الاحتفال الديني الذي يقام للمولود الجديد، أو أي مناسبة عائلية تجتمع فيها الأسر والأهالي.
تجعل الرقصة من كل الحاضرين في الحفل مساهمين ضمن الفرقة، فدقات الدفوف المسترسلة والمتناسقة، التي تحدث الموسيقى الخاصة بأحيدوس، تدفع بهم للدخول في غمار الرقصة ليؤدوا على الأقل جزءاً منها. ومن غرائب الرقصة أنه يتم الاستعانة بها في الأفراح، كما في المناسبات الحزينة. خصوصاً وفاة الشاب أو الشابة غير المتزوجين، إذ تنشد الفرقة القصائد الحزينة من دون استعمال الدفوف.
هل تُصهر رقصة أحيدوس المرأة داخل الجماعة ؟
بما أن حب فن أحيدوس يورث من جيل إلى جيل، فإن امتهانه ليس بالشيء الصعب على شابات أمازيغيات، وجدن في احتراف رقصة أحيدوس وسيلة من أجل الحفاظ على إرث أجدادهن. يُقدمن على ذلك غير آبهات بلقب “الشيخة”، الذي يعتبر قدحاً في بعض الأوساط المغربية، التي تربط مهنة الرقص بصور نمطية سلبية.
بالإضافة إلى الإيقاع الذي تحدثه الدفوف، أو البندير باللهجة المغربية المستعملة في موسيقى الرقصة، تبقى لأحيدوس أشعاره الخاصة وهو الإيزلان بالأمازيغية.