حين ينتظر الغِلُّ موسم قطف الغلال، فيغدو مغلولا، بئيس المعالم و الظلال
لبنى الجود
كم هو محزن و مثير للشفقة ، أن تستفيق على موجات كره نابعة من الإنهزام، فشتان…
شتان بين من كان الأصل منبعه و من كانت قلة الأصل أصله.
فالإنسان يرى بعينيه
و يحكم بعقله
و يحس بعواطفه
و الإنسان بطبعه يعكس ماهية معدنه على من حوله
فيحكم على قيمته
و يعكس نظرته لنفسه على من حوله
هكذا علمنا علم النفس
و هو علم قائم بذاتهِ
فالديك سيرى الكل ديوكا
و الضباع سترى الكل ضباعا
بين صرخة توهم ترونها حقيقة
و زئير هو أصل الحقيقة
يكمن الفرق كل الفرق !
و يا لهول الفرق!
و عن البؤساء أتحدث
و هي نسخة باهتة لا لون لها و لاطعم ، كصاحب مقالها شكلا و مضمونا!
حين يأتي أوان ، يصبح فيه أشباه المثقفين يرافعون و يترافعون عن النضال فقد هزلت.
حين يتأتي أوان سينتظر فيه مناضل أفنى زهرة شبابه و زهاء 43 سنة من عمره في النضال السياسي، بمسار أقل ما يقال عنه أنه متألق، صكوك النضال من عقول جوفاء ، فقد هزلت!
حين تتداول وسائل التواصل الاجتماعي ، مقطعا مصورا ، بطلته مناضلة في كنف حزب يشيع لنفسه صورة نتساءل عن كنهها، حين نرى قائده يرمي نفس المناضلة خارج مقره.
ليس ذلك فقط ، بل يستعين برجال لتنفيذ أوامره …ضد إمرأة !
تعال و حدثني عن السمو و الترفع….
تعال و حدثني عن قيم اليسار
و أعطني محاضرات عن اليسار
بل و بالغ في عبثك حد إعطائي مقياس اليساري ،
لنعرف من خلاله المزيف من الحقيقي
أعرف قائدا،
ينزل مع مناضلات حزبه الآتيات من مراكش إلى الرباط ، للشارع ليريهم طريق مطعم، و يتأسف لعدم استطاعته مشاركتهن الوجبة، لكثرة انشغالاته.
عن من تتكلم يا هذا ؟
و تبا للترفع إن كان معناه تلقي سباب مباشر دون رد!
ماذا تقارنون؟
و من تقارنون بمن؟
و ما بالكم الآن و اليوم ، تهبون من جحوركم، إن لم يكن قرب النيران هاجسكم.
فتُخرِجون من جيوب إفتراضية
شهادة مزورة إعتباطية
لقد مات!
لقد إنتهى!
لو كانت الوفاة و إنتهاء الصلاحية أمرا مقضيا لما أبِهتم!
لكنكم تأبهون !
لأنكم تعلمون !
و لأنكم تعلمون ترتعدون !
فارتعدوا !
أقرأ كلمات تتبرأ منها المقالات نوعا و منهجية…
مخطوطة بأياد راجفة
بأنامل مرتعدة
يرى فيها البعض سما ناقما
و أرى فيها خوفا !
نعم لقد خرج و صرح
و تنقل و قابل
و هناك تغيير…
تحسون بأولى هبات رياحه العاتية
فتتوجسون…
و لكم كل الحق في ذلك…
فالوزن ليس بالمناصب
و لو كان لوزن “قاهركم” الكثير
الوزن بالقوة الإقتراحية و التواصلية
الوزن بالحضور و الفعالية
الوزن بالثقافة و اللباقة
الوزن بسمات الرجال
التي تظهر واضحة للعيان
ليست لنا أطماع أو أوراق نخافها أن تحترق
لا نأبه للإسقاطات و القراءات
و هي كلمة حق في أسد
ظنته الضباع جثة
فأنت لتتراقص فوق رأسه
فإذا به يزأر
فيتفاجئ الجبن و يخاف
نفس جديد هو…
و طائر عنقاء يفرش أجنحته و يتوهج
فيرخي بضوئه على الظلال
فتهب الخفافيش
مستشيطة غضبا
فلا بأس من الغضب
إذ بعده فرار
و جر لذيول هزيمة مترقبة
بنور نصر آت…
و هم يعرفون !
و نحن نعرف أنهم يعرفون!
فيتململون
و نبتسم …
مملكتنا.م.ش.س