افتتاح الموسم السنوي لمولاي إدريس الأزهر
فاس – افتتحت مؤخرا فعاليات الموسم السنوي لمولاي إدريس الأزهر مؤسس مدينة فاس بحفل احتضنته دار المرنيسي بالبطحاء بفاس، تخللته وصلات في المديح والسماع.
وخلال هذا الحفل الذي جرى بحضور والي جهة فاس مكناس عامل فاس السعيد زنيبر والمنتخبين والسلطات المحلية والشرفاء جرى تقديم “الكسوة”، وهي رداء يسدل على قبر مؤسس مدينة فاس، موشح بآيات قرآنية ومطرز بخيط بماء الذهب.
وفي كلمة بالمناسبة استحضر عميد الشرفاء الادارسة محمد بلعباس الإدريسي القيطوني الحقائق التاريخية والدينية التي قادت إلى إنشاء العاصمة الروحية للمملكة من قبل مولاي إدريس الأزهر والمساهمة البارزة لهذا المؤسس الذي كرس حياته لخدمة الاسلام وتأسيس الدولة المغربية.
كما سلط الضوء على الإسهامات الثرية للسلاطين العلويين عبر القرون في تطوير المدينة وإشعاعها ووصولها الى مكانتها الروحية الراهنة حيث تعد مثابة روحية للدفاع عن ثوابت الأمة وقيمها المقدسة.
وسيتم خلال موسم مولاي إدريس الأزهر تنظيم لقاءات دينية داخل ضريح مولاي إدريس، لتتوج التظاهرة بالحفل التقليدي لنقل “كسوة” مولاي إدريس إلى مقر الضريح وسط المدينة العتيقة في موكب تؤثثه أناشيد روحية لطوائف وفرق فنية كعيساوة واحمادشة وكناوة وغيرها.
ورفعت بهذه المناسبة أكف الضراعة إلى الباري عز وجل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع الحاضرون، في جو من الخشوع، إلى الباري عز وجل بأن يتغمد برحمته الواسعة فقيدي الأمة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، طيب الله ثراهما، وأن يكرم سبحانه وتعالى مثواهما ويسكنهما فسيح جناته.
وستشهد هذه التظاهرة الثقافية والدينية إلقاء عدة دروس دينية ومحاضرات ثقافية بالإضافة الى استعراض إنجازات المولى إدريس الأزهر والسلاطين العلويين في الدفاع عن القيم المقدسة والمكتسبات الوطنية ونشر التعاليم الإسلامية.
يشار الى أن المولى إدريس الأزهر، الذي ولد سنة 177 هـ، تولى الحكم خلفا لوالده المولى إدريس الأول في سن 11 عاما وأبان عن خصاله كرجل دولة كبير على مدى 25 عاما وأسس مدينة فاس عام 808 م/ 192 ه.