تشكل العلاقات متعددة القطاعات، التي ينسجها المغرب والكوت ديفوار، بحكم حيويتها وعمقها وتفردها، نموذجا للأخوة الإفريقية القوية والتضامنية والقابلة للتطور.
فهذه العلاقات النموذجية ليست وليدة اليوم، وإنما ترجع إلى فترة استقلال البلدين، إذ تجد عمقها في الصداقة الاستثنائية التي جمعت بين جلالة المغفور له الحسن الثاني والزعيم الإيفواري الراحل فليكس هوفويت بوانيي.
ولم تتوقف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عن التطور، منذ إرسائها في 16 غشت 1962، لتتخذ زخما مهما في السنوات الأخيرة، مما جعل التعاون المغربي-الإيفواري، الذي ارتكز على علاقة الثقة والروابط التاريخية، يتأسس اليوم وبشكل متزايد على النجاعة والأداء والمصداقية، كما أكد ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال المنتدى الاقتصادي المغربي-الإيفواري، الذي انعقد في 24 فبراير 2014 بأبيدجان.
وتجد هذه الروابط عمقها في إطار قانوني متين يؤطره نحو خمسين اتفاقية وبروتوكول شراكة موقعة منذ أوائل سبعينات القرن الماضي إلى غاية سنة 2014.
ويرجع أول تعامل قانوني بين البلدين إلى معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة في 22 شتنبر 1973، التي تشكل الركيزة الأساسية للعلاقات السياسية والدبلوماسية بين الرباط وأبيدجان، والتي تتميز بمستواها المتفرد.
وفي هذا الصدد، شارك المغرب بشكل لافت ضمن “قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في الكوت ديفوار”، من أجل مساعدة البلاد على الخروج من أزمتها.
وفي المجالين الاقتصادي والتجاري، تشهد المبادلات التجارية بين الرباط وأبيدجان نموا ملحوظا، لاسيما بعد الزيارتين اللتين قام بهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس للكوت ديفوار في سنتي 2013 و2014.
يذكر أن المغرب يحتل المركز الـ 25 ضمن قائمة الدول المصدرة للكوت ديفوار، حيث بلغت قيمة صادراته إلى هذا البلد في 2012، ما مجموعه 39.5 مليار فرنك إفريقي (حوالي 60.21 مليون أورو). وخلال نفس السنة، بلغ إجمالي واردات المغرب من الكوت ديفوار ما يناهز 8 مليارات فرنك إفريقي (نحو 12.19 مليون أورو).
وتتمثل أهم الصادرات الإيفوارية إلى المغرب في الفواكه والأخشاب والبن والمطاط الطبيعي والقطن والمعادن، في حين تشمل المنتجات المغربية التي تستوردها الكوت ديفوار الأحذية ومعلبات الخضر والأسماك والأسمدة والأسلاك الكهربائية ومواد التشحيم ومستحضرات التجميل وغيرها.
وعلى الصعيد الثقافي والعلمي والتقني، مكن التعاون بين البلدين في مجال تقديم منح التكوين للشباب الإيفواري، من وضع المملكة ضمن قائمة أكبر المانحين، من خلال تخصيصها 50 مقعدا بيداغوجيا بمنح داخل الجامعات والمعاهد التعليمية المغربية.
كما يتيح المغرب للشباب الإيفواري تكوينا في مجالات أخرى مثل السياحة وإدارة الفنادق، بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأطر الإيفوارية في مجالات الصيد البحري والتعليم والصناعة التقليدية والمالية العامة.
مملكتنا .م.ش.س