في زمن كورونا يكتب سفيان .. ” ميتة بلا مجد “
سفيان شكيح
إلزموا البيوت …
فقط تخيلوا ماذا يقع لو نخسر في هذه المعركة بالذات ؟ (وهذا ما لا أتمناه) ” ميتة بلا مجد”…
أجد نفسي ملزما لكتابة بعض الأسطر لعل وعسى تؤثر في بعض النفوس..
المرارة الوحيدة التي أستحضرها وأنا أتخيل نفسي ضمن جحافل المودعين لهذا العالم في جائحته الحالية، تأتي من كون مثل هذه الميتة تفتقر إلى هالة المجد التي يتمناها كل إنسان للحظة دفنه…
أقول لنفسي:
“ستدفن أيها البئيس على عجل، فمواكب الهالكين تترى.. والنزر اليسير من الحزن المتبقي لدى الأحياء سيتوزع على الموتى شذر مذر.. لن يسير وراء نعشك إلا قلة ممن قد ينتبهون لإنطفائك… سيسيرون واضعين على وجوههم كمامات، متباعدين عن بعضهم، لا يتصافحون، لا يقبل أحد منهم أحدا، وهم يعزون بعضهم في فراقك مترحمين على “روحك الطيبة”,, لا ينظرون إلى بعضهم إلا نظرات غائرة حائرة…
لن تلقى عند قبرك أي كلمة تعدد مزاياك، متغاضية عن كل خطاياك، وتبدع في وصف عمق الجرح الذي خلفه رحيلك في قلوب من أحبوك ورافقوك في حياتك… لن يكون هناك من سيتفرغ لتنظيم حفل تأبيني يخلد أربعينية رحيلك، ولن يأبه أحد بتدبيج شهادات في حقك تمجد ما تبقى من ذكراك… فليس هناك متسع لكل هذه الطقوس التي من المفترض أن تمهد طريقك إلى الخلود…”
لكن أقسى ما سيحصل لك في هذا المشهد القيامي الذي تتراقص فيه النعوش فوق أكتاف متعبة، هو انه لا أحد من الباقين سيرى أي جدوى من التسابق إلى نشر نعيك على صفحته الفايسبوكية، ولن يتبادل الناس التعازي فيك بشكل يجعلك فخورا بموتك… ستمضي وحيدا بلا ذكرى كما تنطفئ الحشرات أو الدواب النافقة.
يا لها من ميتة بلا مجد .. تلك التي تجردك من فرصة أن تجرب الخلود وتنعم بالذكر الحسن…
لهذا سأمكر بالفيروس اللعين كما يحاول أن يمكر بي وسأخاتله قدر ما أستطيع كي أموت كما أستحق بلا وجل ولا هلع.
ولحسن الحظ، أنني موقن في قرارة نفسي، أن ما يتخذ حاليا من إجراءات هنا وهناك عبر العالم لإقناع البشر بالكارثة الداهمة، هي إجراءات تتداخل فيها الأغراض السياسية والاقتصادية ، ولكل فيها مآرب وأغراض شتى لا شك أن فيروس كورونا بريئ من كثير منها.
#إلزموا_البيوت.
مملكتنا.م.ش.س