حمزة أجبابدي فنان سريالي يجسد الخيال على الواقع
السريالية (بالفرنسية: Surréalisme) أو الفواقعية أي “فوق الواقع” وهي مذهب فرنسي حديث في الفن والأدب يهدف إلى التعبير عن العقل الباطن بصورة يعوزها النظام والمنطق وحسب مُنظهرها أندريه بريتون (بالفرنسية: André Breton) فهي آلية أو تلقائية نفسية خالصة، من خلالها يمكن التعبير عن واقع اشتغال الفكر إما شفويا أو كتابيا .
إذن فالأمر يتعلق حقيقة بقواعد إملائية للفكر، مركبة بعيدة كل البعد عن أي تحكم خارجي أو مراقبة تمارس من طرف العقل و خارجة عن نطاق أي إنشغال جمالي أو أخلاقي و قد اعتمد السرياليون في رسوماتهم على الأشياء الواقعية تستخدم كرموز للتعبير عن أحلامهم و الارتقاء بالأشكال الطبيعية إلى ما فوق الواقع المرئي.
حمزة أجبابدي فنان سريالي من الشباب العصامي لم يدرس ضمن أي معهد أو كلية للفنون الجميلة بل عمل فقط على صقل وتنمية موهبته بنفسه ، تميزت أعماله التصويرية بالنمط السريالي، ويعتبر من أوائل الفنانين السرياليين بالمغرب الذين إتبعوا هذا الأسلوب حيث بدأ مشواره الفني سنة 2008 ، من وقتها بدأت تظهر عنده مشاعر الإحساس بالفن، فكان يصور كل شيء يراه ويضيف إليه لمسته الإبداعية، التي ظهرت بشكل واضح بعد ظهور التقنيات والمؤثرات الرقمية الجديدة على كاميرات التصوير، هذه هي الحياة التي كونت الفنان السريالي حمزة أجبابدي الذي تأثر وسالك نهج الفنان Erik Johansson السويدي الجنسية .
ولد حمزة أجبابدي في مدينة إنزكان بأكادير عام 1993، فهو أمازغي الأصل والنشأة بدأ إهتمامه بالتصوير الفوتوغرافي وبالصور بصفة عامة بوقت مبكر من حياته، يهوى الرسم وكرة القدم ، حاصل السنة التاسعة إعدادي ، و يزاول حاليا مهنة نظراتي بمدينة كلميم باب الصحراء المغربية .
حمزة أجبابدي ليس جيد فقط في التصوير، لكنه يحب أيضا أن يلعب مع الصور لدرجة أنه يمكن أن يجعلها مختلفة تماما، حيث يربط ما بين الخيال والواقع بعد وضع لمساته العبقرية مع معاني مختلفة تماما، فهو يتبع التقاليد السريالية والخيالية في صوره، حيث نفذ عددا من السيناريوهات المبتكرة والشخصيات البشرية الصغيرة المحاصرة داخل وعاء زجاجي على سبيل المثال.
كما أنه لديه أمنيات ومشاعر جياشة تحمل الغرابة بعض الشيء والفكاهة، فمثلا يتمنى لو يستطيع تشريح يده حتى يعطيها صورة فوتوغرافية مذهلة ، وهو ينكب الأن بصدد التحضير لأعمال جديدة تتناول الواقع الذي الحالي .
إستطاع حمزة أجبابدي بأسلوبه الفريد أن يؤسس لنفسه قاعدة من عشاق الفن الخيالي والسريالي بين أصدقائه وعشاق هذا الفن ، خاصة أن صوره دائما ما كانت تثير الجدل لغرابتها، لكن بنفس الوقت تعبر عن واقع نعيشه لذا تصبح مألوفة إلى حد ما، فهو يعتقد أن الصور تتحدث بصوت أعلى من الكلمات وذلك في الوقت الذي يواجه العقل البشري التحديات المختلفة في الحياة اليومية.
واللوحات السيريالية لوحات تلقائية فنية ونفسية، تعتمد على التعبير بالألوان عن الأفكار اللاشعورية والإيمان بالقدرة الهائلة للأحلام ، وتخلصت السريالية من مبادئ الرسم التقليدية ، في التركيبات الغربية لأجسام غير مرتبطة ببعضها البعض لخلق إحساس بعدم الواقعية إذ أنها تعتمد على الاشعور.
واهتمت السريالية بالمضمون وليس بالشكل ولهذا تبدو لوحاتها غامضة ومعقدة، وإن كانت منبعاً فنياً لاكتشافات تشكيلية رمزية لا نهاية لها، تحمل المضامين الفكرية والانفعالية التي تحتاج إلى ترجمة من الجمهور المتذوق، كي يدرك مغزاها حسب خبراته الماضية ، والانفعالات التي تعتمد عليها السيريالية تظهر ما خلف الحقيقة البصرية الظاهرة .
إذ أن المظهر الخارجي الذي شغل الفنانين في حقبات كثيرة لا يمثل كل الحقيقة، حيث أنه يخفي الحالة النفسية الداخلية ، والفنان السيريالي يكاد أن يكون نصف نائم ويسمح ليده وفرشاته أن تصور إحساساته العضلية وخواطره المتتابعة دون عائق، وفي هذه الحالة تكون اللوحة أكثر صدقاً.
مملكتنا.م.ش.س