مهرجان “الصقارة” بالجديدة طريقة تقليدية للصيد بالصقور والتي تذخل ضمن قائمة التراث الثقافي للإنسانية.
يسعى المهرجان إلى تثمين تراث القدماء الذين استطاعوا الحفاظ على هذا الموروث التقليدي٬ مع إعادة الاعتبار الى جوانب أخرى ترتبط به، خاصة تلك المتعلقة بمظاهر الخبرة في مجالات أدوات القنص٬ واللباس التقليدي٬ والموسيقى٬ والغناء٬ والرقص وفن الطبخ التقليدي٬ إضافة إلى الفرس٬ الذي شكل على مر العصور جزءا لا يتجزأ من ممارسة القنص بالصقور.
وتنظم الدورة تحت شعار ” “الصقارة.. موروث تقليدي وتراث عالمي”، بالمركز القروي للسماعلة، جماعة القواسم بحضور مجموعة من الفاعلين والمهتمين بالحقل ينتمون إلى دول خليجية وأوروبية.
وفي هذا السياق، يقول محمد الغزواني مدير المهرجان ورئيس جمعية الصيد بالصقر، إن اختيار هذه المنطقة يعود إلى طبيعتها السياحية وجمالية مناظرها الخلابة، إضافة إلى أن الصقور تجد انتعاشتها في فضاء الهواء الطلق. أما على مستوى اختيار الزمان فيشير إلى إن هذه الفترة تأتي خارج موسم الصيد الذي يبدأ عادة في شهر أكتوبر وينتهي في ينارير .
وحسب المتحدث، فإن المهرجان سينظم معرضا للوثائق القديمة تبرز ارتباط المغاربة بهذا الفن، كما هو الشأن لظهير سلطاني صادر في 1885، يحمل توقيع السلطان مولاي الحسن الأول يعفي بموجبه دفع الإتاوة من طرف المتعاطين للصيد بالصقور بخلاف باقي المواطنين، وهو نفس الظهير الذي سيتم تجديده من طرف السلطان مولاي عبد الحفيظ سنة 1910 وكذا محمد الخامس في 1960.
إلى ذلك، أشار محمد الغزواني، إلى رسالة شكر على هدايا من الصقور كان قد تلقاها ملك غرناطة سنة 1352 م من أحد ملوك المغرب، وفي هذا الإطار ستنظم ندوة علمية “الصقر ثقافة – دبلوماسية- رياضة- تنمية وتواصل”، يساهم فيها المؤرخ والكاتب المغربي عبد الهادي التازي بمحاضرة تحت عنوان: “الطير الحر في تاريخ المغرب والعلاقات الدولية”.
فضلا عن المحاور الثقافية ستنظم أنشطة دينية كالقراءات السبع للقرآن الكريم وحفلات في فن الفروسية، مع استعراض لبعض مكونات التراث الثقافي للمنطقة بمشاركة فرقة تكادة للفنون الشعبية و بعض الفاعلين المحليين.
وبمناسبة الدورة الأولى سيطلع المشاركون على تجارب وطنية ودولية في مجال الأنشطة المرتبطة برياضة القنص الجوي، كحصص التدجين (أو الترويض) التي يتطلبها إعداد صغار الصقور لموسم القنص الموالي، وأشكال التطبيب البيطري وغيره. وضمن هذه التجارب سيتم التعرف على الدور الذي يلعبه في هذا الإطار المركز الإماراتي لتربية وتدجين الصقور الذي تم تأسيسه منذ أربع سنوات بمدينة إيفران.
وتجدر الاشارة الى أن إعلان اليونيسكو الذي سجل في دورته المنعقدة خلال شهر نوفمبر 2010 بنيروبي٬ الطريقة التقليدية للصيد بالصقور ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي للإنسانية، شملت 11 بلدا تضم بالإضافة إلى المغرب، دول بلجيكا وجمهورية التشيك وفرنسا وكوريا ومنغوليا وقطر والمملكة العربية السعودية وإسبانيا وسوريا والإمارات العربية المتحدة.
مملكتنا.م.ش.س