إقبال السياح للعلاج بالرمال ينعش الحياة الإقتصادية والإجتماعية في مـــرزوكــــة
تزايد إهتمام المغرب في الآونة الأخيرة بتعزيز مساهمة السياحة العلاجية في قطاع السياحة، الذي يوفر جانبا كبيرا من فرص العمل، وتصل عوائده إلى 8 مليارات دولار سنويا ،ويسعى المغرب لاستثمار الكثير من المناطق التي توفر علاجات طبيعية نادرة مثل منطقة مرزوكة في جنوب شرق البلاد.
و تحظى منطقة مرزوكة في إقليم الرشيدية جنوب شرق المغرب، بأهمية كبيرة لدى السائح الأجنبي والمحلي، وهي توفر الطمر تحت الرمال لأغراض علاجية والحمامات الشمسية، إضافة إلى متعة الإقامة في خيم البدو وركوب الجمال واستكشاف الثقافة والعادات المحلية.
يبدأ إسماعيل بإعداد الحفر من شروق الشمس بعناية وينتقي المكان حتى يستفيد المريض من وضعية مريحة، وبعد مدة تتراوح بين 5 و 10 دقائق حسب قدرة الجسد على التحمل، يتم إخراج السائح من بين الرمال ولفه بملاءة من القطن للمحافظة على درجة الحرارة.
ويتم إعطاء الشخص المطمور ماء دافئا بانتظام حتى لا يفقد السوائل، وبعد إخراجه من الحفرة، يدخل إلى خيمة قريبة من مكان الدفن للراحة والتعرق وشرب شاي الأعشاب وتتراوح مدة الاستراحة بين 30 و40 دقيقة.
وحذر الطبيب مرضى القلب والسكري من الاستحمام بالرمال، وقال إنه يجب على الشخص الذي يريد الطمر بالرمال استشارة الطبيب وقياس الضغط.
وقالت رقية ويداني نائبة مندوب السياحة بإقليم الرشيدية لـ”العرب” إننا نشجع الاستثمار السياحي في منطقة مرزوكة وكل من يريد ذلك من المهتمين بالسياحة الصحراوية فنحن نمده بجميع الإرشادات المتعلقة بظروف الاستثمار وامتيازاته في المنطقة.
وأضافت فإن منطقة مرزوكة تعرف خلال فترة الصيف ارتفاعا في عدد السياح للتداوي بحمامات الرمال، ما يساهم في ازدهار النشاط السياحي بالإقليم ويخلق حركية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة.
وذكرت ويداني أن السلطات تعمل على تنظيم العمل بمنع الاستثمارات العشوائية، وتقنين الإيواء السياحي للحفاظ على البيئة والتلال الرملية وخلق برامج ترفيهية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح للمساهمة في التنمية المستدامة في المنطقة.
وأكدت “أننا نعمل على مشروعين سياحيين لاستقطاب أنواع أخرى من السياح المهتمين بالترفيه والتنشيط، أحدهما مشروع لعبة الغولف الإيكولوجي على الرمال، وهي فكرة قائمة على الحفاظ على البيئة والاقتصاد في مصادر المياه لأنها لا تكلف الكثير منه”.
وأضافت أن المشروع الثاني يسعى لتطوير سياحة الاستشفاء بالرمال بتوفير مراكز بمواصفات عالمية وتوفر شروط الصحة والسلامة للمقبلين على هذا النوع من السياحة.
وتشير إحصاءات إقليم الرشيدية لسنة 2014، إلى أن المؤسسات السياحية المصنفة في مرزوكة استقبلت نحو 23 ألف سائح مغربي ونحو 12 ألف ياباني و9 آلاف من ألمانيا و8 آلاف من أسبانيا ونحو 7 آلاف من فرنسا و4 آلاف إيطالي.
وصرح عبدالسلام صدوق رئيس جمعية منعشي السياحة الصحراوية بمرزوكة لـ”العرب”، أن السياحة بالمنطقة تنقسم إلى 3 أنواع، استشفائية واستكشافية وثقافية.
وأضاف أن المنطقة تطورت كثيرا بفضل الانتعاشة الاقتصادية التي تعرفها السياحة الاستشفائية، رغم أنها مازالت بحاجة إلى البنيات التحتية وعلى رأسها قنوات الصرف الصحي.
وقال صدوق إن مرزوكة تتوفر على مآوى مصنفة تقدر 80 وحدة وأخرى غير مصنفة، ويقدر عدد السياح الذي يتوافدون على المنطقة بما يصل إلى 30 ألف شخص يوميا.
ويتراوح ثمن الغرفة ما بين 20 و 100 دولار لليوم الواحد وذلك حسب الخدمات المقدمة للزبون، وتعرف مرزوكة وقت الذروة نسبة اشغال تصل إلى 90 بالمئة .
مملكتنا.م.ش.س/عرب